أعلن مؤخرا في مصر عن التحضير لأربعة أعمال درامية جديدة تتحدث جميعها عن "شيوخ الفضائيات"، أو من أطلق عليهم "الدعاة الجدد"، وهم فئة من الشباب الذي يمتهنون التقديم التلفزيوني تصدوا لتقديم برامج دينية، سرعان ما نجحت، وأصبح لهم العديد من المتابعين. الأعمال الأربعة سيتم عرضها في شهر رمضان المقبل، وهي تشير إلى الواقع الجديد الذي تعيشه مصر مؤخرا، وتحديدا منذ اندلاع ثورة "25 يناير". صناع تلك الأعمال قالوا في حديثهم ل"الوطن"، إنهم يرصدون من ورائها مشوار صعود بعض الدعاة، والشهرة الواسعة التي حققوها، بدءا من كونهم مجرد شيوخ في مساجد، إلى الجلوس أمام الكاميرات، موضحين في الوقت نفسه، إن تلك الأعمال ستفتح ملفا خطيرا استعمل مؤخرا بشكل مُنظم، وهو ملف "التجارة بالدين"، وتوظيفه، واستغلاله في تحقيق مكاسب شخصية أو سياسية.وأكد النقاد أن الهدف من هذه الأعمال تحديدا سياسي، أكثر من كونه فنيا، إذ إنها تحمل رسالة قوية خاصة بعد وصول "الإخوان المسلمين" إلى حكم البلاد، حيث اقترب المؤلفون من هذه المنطقة الشائكة، خاصة في ظل المساعي الرامية إلى كشف غموض وتفاصيل الشهرة الواسعة، التي حققها عدد كبير من الدعاة عبر الفضائيات في وقت قصير للغاية. الفنان عمرو واكد يستعد لخوض المنافسة بمسلسله الدرامي الجديد "مولانا"، المأخوذ عن رواية الكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى، بعد اعتذار الفنان أحمد عز عن بطولته، بينما يخوض هاني سلامة نفس السباق بمسلسله "الداعية"، وكذلك الفنان عمرو سعد بمسلسله "بشر مثلكم"، وكلها أعمال ترصد عن قرب قصة صعود شيوخ الفضائيات من المساجد إلى عالم الشهرة، من خلال قصص وروايات مختلفة. من جهته أكد ممدوح شاهين منتج مسلسل "بشر مثلكم" للفنان عمرو سعد ل"الوطن"، أنه لجأ إلى إنتاج هذا العمل، خاصة في ظل ما تعانيه مصر حاليا من تخبط، لاسيما فيما يتعلق بشيوخ الفضائيات، وإقدام البعض منهم على إطلاق فتاوى غريبة، ما جعل هناك حالة من اللبس لدى الجمهور، مشيرا إلى أن الظهور المفاجئ لدعاة الفضائيات والشهرة الواسعة التي حققها الكثيرون منهم، كان جديرا بالوقوف أمام أسبابه، خاصة في الوقت الحالي، ومنذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير. وأضاف شاهين أنه لا يخشى من وجود أكثر من مسلسل يطرح نفس القصة والموضوع، معتبرا أن الباب مفتوح للمنافسة بقوة بين الفنانين، مشيرا إلى أن الفنان عمرو سعد لديه القدرة على تجسيد الشخصية ببراعة واقتدار، لأنه فنان موهوب. من جهتها قالت الناقدة الفنية نهى جابر، إن عالم الدعاة والشيوخ لم يعد سريا كما كان في السابق، وكان من الضروري كشف النقاب عن طبيعة وشخصية هؤلاء الدعاة، خاصة بعد وصول البعض مؤخرا إلى الشهرة والأضواء بسرعة البرق. وأشارت إلى أن الأعمال الجديدة - التي يتم الإعداد لها حاليا تمهيدا لعرضها في رمضان - الهدف الأساسي منها هو اقتحام هذا العالم الغامض في بعض أركانه، ومحاولة لتوضيح الصورة الذهنية لدى الجمهور حول هذا العالم، من خلال الاقتراب منه، وكشفه بوضوح.