وصف عدد من المثقفين دور الجامعة خارج أسوارها وتفاعلها مع المحيط، بأنه تعبير عن رؤية الجامعة لطبيعة دورها داخل بيئة تمتلك إرثا حضاريا غنيا، ومع انطلاق فعاليات الموسم الثقافي ومعرض الكتاب لجامعة جازان، كشفت آراء استطلعتها "الوطن" عن ابتهاج بتفعيل دور الجامعات في حركة المجتمع للتكامل. واعتبر الدكتور محمد آل زلفة أن هذه التظاهرة الثقافية التي تنظمها الجامعة بشكل سنوي إضافة كبيرة وتجسد رؤية الجامعة الواضحة تجاه دورها المأمول بالتفاعل الدائم مع المجتمع وقضاياه وانفتاحها عليه. مبيناً أن الموسم الثقافي في دوراته السابقة أضاف من خلال الأمسيات الثقافية المصاحبة للمعرض حراكاً أدبياً كبيراً على مستوى المنطقة، إضافة إلى لقاءات على هامشه بين المثقفين يمكن أن تعكس حراكاً وحواراً إيجابياً يناقش قضايا المجتمع. وذهب الشاعر محمد زايد الألمعي إلى أن من أهم ما يمكن أن تؤديه الجامعات هو العلاقات المجتمعية والنشاط الثقافي كجزء من نظام مؤسسة تشع على مرافق المجتمع، وقال موضحا: الجامعات لدينا عودتنا للأسف ولظروف معينة في فترات سابقة أن تكون مدرسة ثانوية كبيرة، وجامعة جازان كسرت كثيرا من تلك التقاليد السلبية بعملها على البعد المجتمعي والثقافي، كما استطاعت أن تدشن وتستعيد حيوية البيئة الأكاديمية الحقيقية التي تمارس دورها الاجتماعي والثقافي والإنساني والأخلاقي، موضحا أن التجارب العملية لجامعة جازان تؤكد كل ذلك، فأنا لدي عاطفة كبيرة تجاه الجامعة لهذا السبب ولآلية دورها الاجتماعي والثقافي كمركز للإشعاع في منطقة جازان الثرية بطبيعتها. أما الشاعر أحمد السيد عطيف فيرى أن شعار معرض الكتاب في رحاب جامعة جازان للعام الثالث على التوالي يعكس الارتباط الكبير بين المعلوماتية والقراءة، فهما اللذان يفتحان آفاقاً رحبة في العقول ويمثلان حياة خصبة وواسعة يطوف من خلالها القارئ على شتى البقاع ويتعرف على أنماط متعددة وأصناف كثيرة من المعلومات والوقائع والمنجزات والتمثيلات الخيالية والحقيقية التي تشكل منبعاً مهماً لرؤية الإنسان للعالم من حوله. معدا ما تقدمه الجامعة إضافة إلى فعاليات الموسم الثقافي خدمة تقدمها الجامعة للمجتمع الجازاني. ولفت الأديب حجاب الحازمي إلى أن معارض الكتب في أي مكان في العالم تمثل دورًا مهمًّا في حياة الشعوب في العصر الحديث، وهي فكرة تستحق الإشادة والعناية،، والأمل أن يكون معرض جامعة جازان للكتاب واحدًا من أشهر المعارض بما يقدمه من فعاليات ثقافية لا تهتم بالشأن المحلي فقط، وإنما بالشأنين العربي والعالمي، مما يسهم في دفع مسيرة التنمية ويدعم حركة التنوير في المنطقة. الكاتب يحيى الأمير توقف عند أن الكتاب يظل الحدث الأبرز في أي معرض بعيدًا عن الفعاليات الثقافية المصاحبة، أو الأحداث المفتعلة لتشويه التظاهرة الثقافية، على حد تعبيره، متمنيا أن يقدم المعرض هذا العام بعيدًا عن التصنيفات والخطوط الوهمية التي يروج لها بعض، فالكتاب هو سبيل نهضة الأمم وهو ما جعل جامعة جازان تنظم هذا المعرض، وعلى إدارة المعرض أن تساعد دور النشر في توفير الكتب المناسبة لطلاب وطالبات الجامعة التي تلبي احتياجاتهم الدراسية وتطلعاتهم.