أكد خبير أمني أن تصحيح أوضاع الجالية البرماوية، والتي تعد ثاني أكبر جالية بالعاصمة المقدسة خطوة إيجابية من شأنها أن تحد من نسبة انتشار الجريمة بنسبة 50%، كون شريحة كبيرة من أبناء الجالية تفتقر للتعليم والخدمات الصحية وفرص العمل. وقال مدير شرطة منطقة مكةالمكرمة الأسبق اللواء متقاعد يحيى سرور الزايدي ل"الوطن":"الجالية البرماوية تستوطن منطقة من أكبر المناطق السكنية بالعاصمة المقدسة القريبة من الحرم الشريف، وهي منطقة المسفلة التي تضم عدة أحياء منها الكدوة - كدي - النكاسة -الكنكارية - الخالدية 1 - الزهور، وهذه الأحياء تعاني من العشوائية وضيق الشوارع وصعوبة الوصول إلى المساكن خاصة الواقعة في مناطق جبلية". وبين أنه نتيجة لتكاثر أبناء الجالية البرماوية والعشوائية التي شهدتها الأحياء نتيجة البناء العشوائي القديم ظهرت حاجة ماسة لتطوير المنطقة بكاملها، وكان من الأولويات تصحيح أوضاع أبناء الجالية لأن شريحة كبيرة منهم دون هوية وحرمت من التعليم والصحة ولجأت لممارسة بعض الأعمال المخلة مثل السرقة وغيرها من الجرائم الأخرى. ورأى أن تصحيح أوضاعهم سيؤدي إلى كثير من النتائج الإيجابية، ومنها حصر أفراد الجالية بشكل صحيح، وتسجيل بصماتهم مما سيؤدي إلى تكوين قاعدة بيانات جيدة عنهم، إضافة إلى إخراج المندسين في وسط أبناء الجالية، إذ إنه في ضوء الإحصائيات من الممكن توفير السكن المناسب لهم، والعمل على تطوير منطقة المسفلة بكاملها، ممتدحا جهود أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل في هذا الشأن وحرصه على تطوير وجهة العاصمة المقدسة للمقبل عبر الطريق الدائري الثالث ومن منطقة الليث. إلى ذلك، كانت الجهات المختصة بالعاصمة المقدسة بدأت أخيرا بحصر أفراد الجالية البرماوية، الذين يتركزون في منطقة المسفلة، تمهيدا لتصحيح أوضاعهم ومنحهم إقامات نظامية خلال الشهرين المقبلين، بهدف تمكينهم من الحصول على عمل مناسب للاستفادة منهم في كثير من الأعمال المهنية. من جهته، أعرب شيخ الجالية البرماوية أبو الشمع عبدالمجيد في تصريح سابق عن شكره نيابة عنه وعن أبناء وبنات الجالية في الداخل والخارج لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على لفتته الميمونة والنبيلة، حيث حظيت الجالية في المملكة باهتمام خاص، مشيرا إلى أن الثقة والطمأنينة التي تعيشها الجالية هذه الأيام شيء لا يقدر بثمن وهي أساس وبداية حل كل معضلة. وبين أبو الشمع أن الجالية نظمت لقاءات واجتماعات تشرف عليها إمارة منطقة مكةالمكرمة ساهمت بدورها بتخفيض معدل الجريمة بين أبناء الجالية إلى 37% حسب ما بينته وزارة الداخلية.