وصف إمام وخطيب جامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب بمدينة بريدة الشيخ الدكتور صالح بن محمد الونيان "الدرباوية" ب "هيبيز" الخليج العربي، منتقداً بذلك بعض المظاهر الشبابية المنحرفة التي يعاني من انتشارها المجتمع ومنها ظاهرة الأيمو والبويات، والشذوذ. وأعطى الدكتور الونيان في خطبته التي حصرها أول من أمس على الظواهر الشبابية المنحرفة ووجهها للآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات والأئمة والدعاة، نموذجاً للشباب المسلم كما يجب أن يكون بعيداً عن التقليعات التي جاءت عبر غزو فكري وثقافي جديد، وتحدث عما أسماه بالمرض الجديد وهم شباب درب الخطر ومختصرها "الدرباوية"، وقال إنها ظاهرة تشكلت من خليط من شباب دول الخليج العربي، وتنقلت في كل بلد حتى تضخمت من خلال التواصل الاجتماعي وشبكة البلاك بيري لتحديد تجمعاتهم بشوارع وميادين محددة داخل الأحياء، ولهم ثقافتهم في المشرب والمظهر كاتساخ الملابس وفي الكلام وشكل السيارة، ويمتهنون التفحيط أو ما يسمى في اصطلاحهم "التفجير"، وهو نوع من التفحيط والدوران بالسيارة حتى تحترق الإطارات. ويضيف الونيان أن الدرباوية لهم ولع في المضاربات واستخدام الأسلحة فيها، وولع في انتهاك الأنظمة المرورية وما خفي أعظم، مشيراً إلى انتشار ظاهرة الهيبيز في أميركا خلال الفترة 1380 – 1390 وهم – كما يقول – شبان يجوبون الولاياتالمتحدة الأميركية وأوروبا دون هدف محدد سوى البحث عن المتعة، بل يجتمعون شبانا وشابات بملابس رثة يغلب عليها الجينز ويستقلون الدراجات النارية ويسيرون دون وجهة أو هدف سوى إظهار اعتراضهم ورفضهم للسلوكيات الأخلاقية والاجتماعية التي كانوا مطالبين بها، ويتميزون بعدم الإهتمام بالنظافة الشخصية والتمرد على السلوك المقبول في الأماكن العامة، وهو ما جعلهم عرضة للانتقاد بل للضرب أحياناً، إلا أن تلك الظاهرة اختفت في الدول الغربية بعد أن كانت أصوات دراجاتهم وضحكاتهم العالية وصراخهم في التعامل عن بعد مع بعضهم البعض ومع الآخرين سمة بينهم مما ُفاقم حقد الناس عليهم. وأكد الونيان في خطبته التي حضرها أكثر من ستة آلاف مصل اجتياح تلك الظاهرة للوطن العربي الآن مقدماً تساؤلاته بالقول "أما سمعتم الصراخ واستعمال الألفاظ القبيحة عن بعد .. أما سمعتم أصوات السيارات التي كأنها تحمل مدافع في ساحة حرب حتى في هزيع من الليل؟ فهل يمكن أن نطلق على هؤلاء "هيبيز" الخليج العربي؟" داعياً الشباب بأن لا يكونوا ك قطع الأسفنج تمتص ما يأتيها دون روية. وختم الشيخ الونيان خطبته بقوله: عذراً شباب الإسلام .. أعرف أن الواقعين في هذه الظاهرة قليلون قياساً بمجموع الشباب ولكن هداني إلى هذا حديث حذيفة رضي الله عنه حيث كان الصحابة يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير وكان يسأله عن الشر مخافة أن يدركه.