رغم أنها من الزراعات الحديثة التي لا يتجاوز عمرها ال 20 عاما، مقارنة ب"الكنار" المحلي المعروف ب"الحساوي"، إلا أن محصول الكنار "المهجن الصيني" توسع بشكل كبير في مزارع الأحساء، وطرحت خلال الأسبوع الماضي باكورة إنتاجها من هذه الثمرة في أسواق وحلقات ونقاط بيع الخضار والفواكه في مدينتي الهفوف والمبرز وبعض القرى الشرقية والشمالية، بكميات وفيرة. ويتراوح سعر الكيلوجرام منه بين 15 ريالا حتى 25 ريالا. وأوضح قاسم عبدالله السالم، وزهير علي السالم "مزارعان" أن زراعة الكنار "المهجن الصيني"، هي من الزراعات الحديثة التي لا يتجاوز عمرها ال 20 عاما، مقارنة ب"الكنار" المحلي المعروف ب"الحساوي"، ومن إنتاج أشجار "السدرة" المعروفة من العصور القديمة، إلا أن "المهجن" أخذ يكتسح السوق المحلي، ويستبق نزوله إلى السوق المحصول "الحساوي"، وعادة ما تسجل أسعار "المهجن" في بداية موسم قطافه أسعارا مرتفعة، ثم تعود إلى الانخفاض تدريجيا، متوقعا أن تستقبل الأسواق المحصول "الحساوي" خلال الأسبوعين المقبلين بأسعار معتدلة. وأشارا إلى أن واحة الأحساء، تنتج 7 أصناف من الكنار، وهي على الترتيب في قطافها من أشجارها: المهجن الصيني، أم صليم "الحساوي"، الإخلاصية "الحساوي"، العنقيشية "الحساوي"، ومن ثم المهجن "الهندي"، والتفاحي "الحساوي" واللوزي "الحساوي" وتقطف هذه الأصناف الثلاثة الأخيرة في وقت واحد، وذلك في نهاية موسم زراعة "الكنار"، مبينين أن موسم "الكنار" يمتد لثلاثة أشهر، وهي ذات مردود اقتصادي جيد بالنسبة للمزارعين، وتحظى معظم تلك الأصناف بالقبول لدى شريحة كبيرة من المستهلكين، ويعتبر صنف "أم صليم" أجودها، مشددين على أن هناك مدة زمنية محددة لقطف كل صنف، وهو ما يعرفه المزارعين لتفادي قطفه قبل موعده لأنه لم يكتمل نضجه، ولا بعد موعده أو التأخر في القطف؛ لأن ذلك يتسبب في وصول "السوسة" إلى داخل الثمرة وبالتالي فساد الثمرة. وأبان فاضل آل مهدي "بائع شتلات زراعية"، أن هذه الأيام هي أفضل مواسم بيع شتلات أشجار "السدرة" المنتج لمحصول الكنار بكافة أصنافه، وأن المعدل اليومي لمبيعاته من شتلات "الكنار" يتجاوز ال 50 شتلة في اليوم الواحد، وبسعر متوسط 25 ريالا للشتلة الواحدة، مؤكدا أن لنجاح زراعة المهجن في الأحساء بجودة عالية، والمردود الاقتصادي المناسب، حرص المزارعون في الإكثار من زراعته، وإعطائه درجة كبيرة من العناية لقطف ثمار ذات جودة. وذكر محمد العمر "مزارع"، أن الأجواء المناخية التي تشهدها الأحساء حاليا والأيام الماضية تعتبر مواتية لزراعة "الكنار"، بيد أنه أشار إلى أن أعمال رش المبيدات الحشرية على أشجار "السدرة" في المزارع ضد "الدودة والسوسة"، قلصت من كمية الإنتاج لكل شجرة بنسبة كبيرة، مبينا أن الشجرة الواحدة التي تنعم بري وتسميد واهتمام وعناية من المزارع، يصل إنتاجها إلى 50 كلجم من الكنار الجيد، لافتا إلى أن كميات قليلة يتم تصديرها إلى خارج الأحساء، وذلك عبر جهود ذاتية من بعض المزارعين أنفسهم، إذ إنهم يسوقون محصولهم خارج الأحساء.