لعل ما يشغل الأجهزة الأمنية، ويقتطع من وقتها الكثير من الساعات، تلك المشكلات البسيطة التي تقع على مدار الساعة، نتيجة الخلافات بين الأشخاص على أمور تكاد تكون هامشية، ويمكن إهمالها أو معالجتها في حينها، إلا إنها تتحول إلى مخافر الشرط بالمناطق والمحافظات، وتنتهي في الغالب بصلح وتنازل بعد أن تشغل الأجهزة الأمنية. لذا فإنني أعرض على أجهزة الأمن مقترحا سيشغل الأجهزة في بادئ الأمر، إلا إننا سنجني ثماره مع تقادم الأيام، يتمثل ذلك المقترح في إنشاء مراكز لتحليل المخدرات في مختلف المناطق والمحافظات، يحال إليه كل من له علاقة بالخلافات التي تحدث وتصل لمخافر الشُرط. فمثلا لو أتى مواطن يشتكي آخر، يقوم قسم الشرطة بإحالة الطرفين إلى قسم تحليل المخدرات، ولا ينظر في وضعهما حتى يتم استخراج نتيجة التحليل، وبالتالي تتخذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك من إحالة للمحاكم ومراكز الأمل إن استدعى الأمر ذلك، وفي تلك الخطوة فائدتان: الأولى أن الكثير من المتعاطين سوف يتنازل عن كثير من القضايا البسيطة الهامشية التي كان يفتعلها سابقا ويشغل بها أجهزة الأمن. والثانية أن هذه الخطوة سوف تكشف للمجتمع والأجهزة الأمنية عن حجم التعاطي، وتحل كثيرا من ألغاز القضايا الأمنية الأخرى.