لم يدر في خلد أحد زوار مهرجان تراثي في طريف، القادم من منطقة حائل، أن يلتقى بصديق قديم افترق عنه قبل أكثر من 57 عاما، بعد صداقة استمرت خمس سنوات، افترقا بعدها في دروب الحياة. برجس عبدالله الشمري زار مهرجان "الصقور" بطريف الأحد الماضي قادما من منطقة حائل لحضور المهرجان، وأثناء جلوسه في المخيم الخاص بمركز الضيافة التابع لهيئة السياحة والآثار والمقام على هامش المهرجان، سأل الضيوف الحاضرين عن صديق قديم له من سكان طريف، اسمه "محمد الرويلي"، وقام بوصفه لهم، وتحديد عمله السابق، حيث عملا قبل أكثر من خمسة عقود معا في قسم سلاح المهندسين بالجيش السعودي، وطلب مساعدته في الحصول على رقمه للتواصل معه، خاصة أنه لم يكن يتذكر حينئذ سوى اسمه الأول واسم قبيلته. بسرعة تفاعل مع الموضوع عضو اللجنة الرئيسية بالمهرجان محمد بادي الرويلي الذي كان ضمن الحاضرين، فغاب لساعات، ثم فاجأ الجميع بدخوله المخيم برفقة محمد صلف الرويلي الصديق الذي يبحث عنه الشمري، ليعانق الصديقان بعضهما بعضا بحرارة، في مشهد مؤثر، وذرف الاثنان دموع الفرح، وسط دهشة الحضور، وتأثرهم جراء ذلك. يقول الشمري ل"الوطن" أنه كان على معرفة بصديقه الرويلي في مقتبل العمر، حيث جمعتهما صداقه قديمة، وكانا فيها يتقاسمان مصاعب الحياة بحلاوتها ومرها.