ما كادت وزارة الشؤون الاجتماعية تنهي فصول قصة معاناة نزلاء دار الملاحظة الاجتماعية بجازان من خلال نقلهم إلى مقرهم الجديد مساء أمس، حتى برزت قصة مماثلة من نجران تمثلت بشكوى المعاقين من عدم تسلمهم السيارات المجهزة لهم. وبعد 9 أيام من نشر "الوطن" تحقيقا حول تردي أوضاع مبنى دار الملاحظة، نجحت فرق من الشرطة والشؤون الاجتماعية في نقل النزلاء جميعا إلى المبنى الجديد الذي وقف عليه أول من أمس الوزير الدكتور يوسف العثيمين. وأكد المدير العام للشؤون الاجتماعية بمنطقة جازان سالم باصهي ل"الوطن" أنه تم أمس نقل جميع النزلاء البالغ عددهم 64 إلى المبنى الجديد وإيصالهم إلى مهاجعهم. إلى ذلك، روى ل"الوطن" عدد من أصحاب الإعاقات بنجران معاناتهم، أبرزها للمواطن مشعل مسفر القشانين (34 عاما) الذي تقدم بطلب للحصول على سيارة خاصة بالمعاقين قبل ثماني سنوات دون نتيجة. وقال: فوجئت بعد صدور مكرمة الملك بصرف 4 آلاف سيارة للمعاقين باتصال أحد موظفي التأهيل الشامل بي يطالبني بالتقدم بطلب جديد وما زلت انتظر حتى الآن". أما مدير الشؤون الاجتماعية بمنطقة نجران عبدالله البارقي فقال ل"الوطن" إن برنامج منح سيارات المعاقين بدأ منتصف العام الماضي واعتمد ألف سيارة من 4 آلاف، كان نصيب نجران منها 38 سيارة وسلمت الأولى على يد أمير المنطقة، أما بقية السيارات ففي طريقها إلى نجران.
أبدى عدد من معاقي نجران استياءهم من عدم استلامهم للسيارات المجهزة أسوة بغيرهم، إضافة إلى رفض الشؤون الاجتماعية بنجران لطلباتهم والتي طالت مدة بعضها لتصل إلى ثمان سنوات. وأوضح المواطن مشعل مسفر القشانين "34 عاما" أحد ذوي الاحتياجات الخاصة أنه متزوج وله من الأطفال ابنتان وولد وموظف في إحدى الشركات الخاصة ولا يتجاوز راتبه 1500 ريال، إلى جانب دراسته الليلية، مبينا أنه تقدم بطلب للحصول على سيارة خاصة بالمعاقين قبل ثمان سنوات دون نتيجة. وقال: بقيت في الانتظار طوال تلك المدة وفُجئت بعد صدور مكرمة الملك بصرف 4 آلاف سيارة للمعاقين باتصال أحد موظفي التأهيل الشامل بي يطالبني بالتقدم من جديد بطلب آخر للحصول على السيارة ومازلت انتظر حتى الآن. ويقول عبد الله سعيد قدره الذي يعمل موظفا وله من الأولاد خمسه أطفال "مصاب بشلل بالرجل اليسرى واعوجاج بالرجل اليمنى وتقوس بالعمود الفقري وغير قادر على المشي إلا بواسطة عكازين": لقد عجز أناس أصحاء عن رعاية وتوفير مستلزمات الحياة اليومية لأسرهم فما بالك بمن هو عاجز عن الحركة والعمل في مواجهة مطالب الحياة. وأضاف أن مراجعاته المتكررة لمركز التأهيل الشامل باءت بالفشل وقوبل طلبه دوما بالرفض مما أصابه باليأس. ويقول محمد سعيد سالم آل ذيبه موظف بإدراه التعليم "شلل بطرفيه السفليين مع ضمور شديد" إنه يشعر بخيبه الأمل والإحباط بعد رفض طلبه للحصول على سيارة مجهزة رغم حاجته الماسه للسيارة. وطالب آل ذيبة بتشكيل لجان اجتماعية للوقوف على أحوالهم والتأكد من معاناتهم والاهتمام بذوي الظروف الخاصة. أما الطفلة مياسة عجمي حسن"ثمان سنوات وتعاني من شلل مع تأخر في النمو الحركي ووجود تشوهات في العظام" فيقول ولي أمرها: لقد تقدمنا بطلب للحصول على سيارة وتم قبوله من وزاره الشؤون والديوان الملكي ولكن عندما وصلت لنجران تم الرفض من التأهيل دون مبرر. وفي المقابل أكد مدير الشؤون الاجتماعية بمنطقة نجران عبدالله البارقي ل"لوطن" أن برنامج منح سيارات المعاقين بدأ منتصف العام الماضي وقد اعتمد ألف سيارة من أربعة آلاف سيارة، وكان نصيب منطقة نجران منها 38 سيارة وسلمت أول سيارة على يد أمير المنطقة، أما باقي السيارات فستسلم عن طريق المركز، وباقي السيارات الأخرى في الطريق إلى منطقة نجران، حيث إنها مجهزه بموصفات خاصة تساعد المعاقين على تسهيل معاناتهم وأنها ترسل من شركة الجميح وتم إرسال عدة خطابات للشركة بهذا الخصوص. وأضاف البارقي تسليم السيارات له ضوابط وشروط ومعايير من النواحي الاجتماعية وهي أن يكون المستفيد مشلولا جسديا، ويحدد ذلك من خلال لجنة متخصصة بالرياض، وعن أعداد المتقدمين لحصول على سيارات من نجران، قال: تم رفع 215 طلباً عن طريق تأهيل نجران مستوفية الشروط الواجب توفرها في الطلبات.