تختلف الأوضاع وتتباين الأحوال في الدور الاجتماعية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، إلا أنها تتشابه في الوضع المعيشي والاجتماعي والنفسي لمن أجبرهم حظهم العاثر على المكوث داخل غرف الدور المغلقة، التي يقوم عليها مشرفون أخصائيون واجتماعيون لا يتوانون في ابتداع الأساليب المختلفة لمعاقبة النزلاء، دون اكتراث للآلام والمآسي التي عاشتها ومرت بها هذه الفئة. أشارت إحصائية حديثة صادرة من الشؤون الاجتماعية عام 1431ه إلى تزاحم أكثر من 11 ألف حدث في 17 دارا للملاحظة الاجتماعية المختصة في رعاية الأحداث ممن ارتكبوا أفعالا يعاقب عليها الشرع ويتعذر إدخالهم للسجون لعدم تجاوزهم سن ال 18 عاما، وقد أنشئت أول مؤسسة لرعاية الأحداث في الرياض عام 1374ه تم إلحاقها في عام 1378ه بالرئاسة العامة لدور الأيتام قبل إنشاء وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عام 1380ه، وقد تم تعديل مسمى الدور في عام 1382ه لتكون دور الملاحظة الاجتماعية ودور التوجيه الاجتماعي ودور رعاية الفتيات. «عكاظ» بدورها وقفت على بعض دور الملاحظة الاجتماعية لرصد أبرز احتياجات ومطالب النزلاء. ممنوع الدخول وفي مركز التأهيل الشامل في منطقة نجران توجهنا للوقوف على أبرز احتياجات ومطالب النزلاء من المعوقين، ولكن مدير المركز عبدالله آل عيشي البارقي، منع المحرر من الدخول والالتقاء بالنزلاء، بحجة وجود تعميم صادر من الوزارة بمنع الإعلاميين من الدخول إلى مركز التأهيل، واكتفى بعرض تقرير من قبل لجنة مشكلة بتوجيهات من إمارة المنطقة تضم ممثلين من الإمارة، الصحة، الشرطة، هيئة التحقيق والادعاء العام. والشؤون الاجتماعية، مؤكداً على سلامة الوضع الصحي في المركز وعدم وجود حالات وبائية وعدم تسجيل أية ملاحظات. وخلال مغادرة «عكاظ» المركز، اعترض البارقي سيارة المحرر وأطفأ محرك السيارة وأخذ المفتاح متهما الزميل بسرقة التقرير، وعندما توجه إلى مكتبه لإبلاغ الشرطة وجد التقرير داخل إحدى الصحف. وأوضح مصدر مسؤول في مركز التأهيل الشامل، أن المركز يضم 364 معوقة ومعوقا وسعته السريرية لا تستوعب أية حالة جديدة، مشيرا إلى أن المعوقين المسجلين على قوائم الانتظار يبلغ 60 معوقا لا توجد لهم أسرة شاغرة في المركز. وأضاف سيتم الانتهاء من توسعة المركز خلال العامين المقبلين وسيتم تخصيصه للمعوقات ما سيساهم في خفض عدد الحالات المسجلة على قوائم الانتظار. كما حاولت «عكاظ» الالتقاء بعدد من نزلاء دار الملاحظة الاجتماعية في نجران، إلا أن المسؤولين طالبوا بتوجيه خطاب رسمي إلى الإدارة يتضمن الاستفسارات المطلوب الإجابة عليها. شكاوى العاملين واشتكى العاملون في دار الملاحظة الاجتماعية في محافظة جدة من تأخر قضايا الأحداث في المحكمة العامة التي تتضمن جرائم القتل والسرقات التي يطلب فيها المدعي العام إقامة الحد، خاصة أن المحكمة الجزئية تنتدب قاضيا كل أربعة أشهر للعمل كقاضٍ للأحداث، وطالبوا بسرعة الانتقال إلى مبنى جديد مهيأ ومناسب لاحتضان الأحداث، والعمل على إنهاء الترميمات الحالية للدار في وقت مبكر. ويحتل الأفارقة النسبة الأولى من نزلاء الدار يليهم اليمنيون ثم البرماويون، وتتصدر قضايا السرقات جرائم الأحداث تليها قضايا الأخلاق التي تتركز في الفواحش التي يتضاعف حجمها قبيل الاختبارات تحديدا وفقا لمسؤولي الدار، بالإضافة إلى قضايا المخدرات والمضاربات وحوادث السيارات. وتسجل إدارة الدار شكاوى من عدم تواصل بعض الأسر مع أبنائها المسجونين في الدار ورفض بعض الأسر استلام أبنائها عند خروجهم من الدار، لا سيما في ما يخص قضايا العقوق، وتسعى إدارة الدار إلى معالجة مثل هذه القضايا من منظور اجتماعي. وقد تركزت شكاوى بعض النزلاء على سوء التكييف في بعض الغرف، وأشار مدير دار الملاحظة علي فايز الشهراني، إلى وصول 30 مكيفا جديدا لتركيبها في الغرف مع استبدال الفرش ومكيفات المسجد وصالات تحفيظ القرآن مع إضافة وحدات تكييف جديدة في الصالات الجديدة.