أقام رئيس كتابة عدل أبها الثانية الشيخ علي بن ظافر آل سلطان وابنه "ظافر" وأسرة آل سلطان في بني بشر عصر أول من أمس في قرية حمالة بني بشر بمحافظة سراة عبيدة حفل استقبال لشيخ شمل قبائل آل "برياع" بني شهر الشيخ فايز بن محمد الحيد، ولمرافقيه من مشايخ وأعيان ووجهاء قبائل بني شهر. ورصدت "الوطن" وصول أكثر من 200 فرد من قبائل بني شهر مقبلين على مضيفهم في صوت جميل، مصحوباً بقرع الطبول، وسط أجواء ملبدة بالغيوم وقليل من رذاذ المطر، واكبه خروج بني شهر في مجموعات لا تزيد عن 10 أفراد، ليقتربوا من صف المضيف مشكلين هناك دوائر، وما هي إلا إشارة من كبيرهم حتى يسمع صوت إطلاق الأعيرة النارية في الهواء "غير حية"، يأتي رجع صداها بعد برهة من الوقت، لاسيما وأن المكان على أطراف تهامة بني بشر. هذه الأعيرة دأبت قبائل رجال الحجر على استخدامها في المناسبات، وهي عبارة عن بندقية تراثية، يتم تعبئتها بالبارود الذي يصدر أصواتاً عند احتراقه داخل حجرة البندقية. في المقابل، كان هناك صف كبير من قبائل بني بشر سراة وتهامة، يتقدمهم شيخ شمل قبائل بني بشر الشيخ سعيد بن سعد ثقفان، وقفوا مرحبين بتلك الوفود. وعندما شكلت القبيلتان صفين متقابلين، خرج 10 أفراد من أسرة آل أبو سلطان مرددين مرحباً بكم "أرحبوا، أرحبوا يا ضيفان"، ردد بنو بشر من خلفهم "أرحبوا أرحبوا ياضيفان". هدأ الموقف وبرز شيخ آل "برياع" الشيخ ظافر الحيد ليعطي علمه وعلم قبائله، وهي العادة التي جرت في مثل تلك المناسبات. وقال الشيخ ظافر الحيد: من سمات بني شهر أن يشاطروا الآخرين أفراحهم وأتراحهم، ونحن ندرك أن الإنسان مهم بقدر احتياج الآخرين إليه، جئنا ملبين الدعوة، آملين في تواصل أخوي في ظل قيادتنا الرشيدة. صحون البر والسمن كانت مصفوفة ككرم أولي لمن وفد، وبعد جولة في حمالة ذات الطبيعة الساحرة على مشارف تهامة، عاد الجميع ليستمتعوا بالحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة. وتحدث قاضي محكمة محافظة ظهران الجنوب الشيخ سلطان بن علي آل سلطان فحمد الله أن قيض لهذه الأمة هذه القيادة التي تحرص على شعبها، وعدد فوائد التواصل الاجتماعي في ظل الأمن الوارف الذي ننعم به، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وسمو النائب الثاني. وألقى ظافر بن علي آل سلطان كلمة مماثلة، وتوالت فقرات الحفل بين قصيدة وكلمة ورقصة حتى ما قبل منتصف الليل. وفي المقابل، أكد مدير عام إدارة الصحافة المحلية بوزارة الثقافة والإعلام علي بن محمد القحطاني ل"الوطن" أهمية العلاقات الإنسانية، مشيراً إلى أنها مصطلح يدل على الاهتمام بالعنصر البشري، وأنه اكتسب مع استعمالها مجموعة من المعاني صار بها ذلك الإنسان (إنسانا)، يتصف بصفات تجعله أهلا لحمل ذلك الوصف، وهي أكرم ما في كيانه وهو إنسانيته التي تميز بها عن سائر الأحياء، وأن تلك المعاني، لا تبدو جلية واضحة، إلاَ عندما نتواصل مع الآخرين، ونتفاعل معهم وفق معايير إنسانية اجتماعية حقيقية.