عاد الهدوء الحذر إلى أجواء طرابلس بعد الأحداث التي وقعت في المدينة وشهدت حادث الاعتداء على موكب وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي وما تبعه من استنفار سياسيّ وأمنيّ شامل، مصحوباً بدعوات إلى التهدئة. وأكد كرامي، في تصريح مجدداً أمس أن حادثة إطلاق النار على موكبه لم تك تستهدفه شخصياً، بقدر ما كانت موجَّهة ضد أمن طرابلس واستقرارها، مشدّداً على ضرورة أن يسعى الجميع من أجل الحفاظ على الاستقرار في المدينة. وقال "كعائلة ضحينا بالكثير من أجل هذا البلد واستقراره، وأؤكد أننا مستعدون لتقديم دمائنا فداءً له، وأقول للجميع إنه لا بد من استيعاب كلّ الصدمات، ورب ضارة نافعة". ورغم استدراكه بوجود تقصير من جانب الدولة، إلا أنه شدَّد على أن الأحداث الأخيرة ينبغي أن تكون عبرة لوضع حدٍ للسلاح غير الشرعي من الشوارع، واقترح استثمار الإجماع حول هذا الموضوع قائلاً "تلقيت زيارات من كل الفرقاء والمكونات السياسية، والجميع ينادى بضرورة مصادرة السلاح وحصره على القوات الأمنية. من جانبه اعتبر وزير الداخلية والبلديات مروان شربل أن كل المكونات السياسية اللبنانية لها تصور خاص في ما يتعلق بالنهج الأمني الموجود. ودعا للجلوس إلى طاولة الحوار والتفاهم على الوضع الأمني في لبنان الذي سينعكس على الجميع، وقال "لن يكون أي حزب سياسي بمنأى عما يجري". وفيما يتعلق بموضوع النازحين السوريين قال "أخطأنا منذ البداية في معالجة ملف النازحين ونحن اليوم نفقد السيطرة عليهم ولا يمكننا ضبط تحركاتهم". إلى ذلك أوقف الجيش أمس مطلوبين اثنين للعدالة بعدة مذكرات عدلية في منطقة الهرمل شمال شرق لبنان. وقالت مديرية التوجيه بقيادة الجيش في بيان إنها ضبطت مصنعاً في بيت أحد المطلوبين لتصنيع المواد المخدرة، إضافة إلى 52 كيلو جراما من مادة حشيشة الكيف المخدرة والهيروين وكمية من الأسلحة والذخائر. أما الثاني فإنه متهم بإطلاق النار على دورية للجيش وقيامه بإشهار أسلحة وقنبلة يدوية بوجه عسكريين وتهديدهم بالقتل.