لم يكن الطفل نور ذو الخمسة أعوام، الذي اصطحبته أسرته أول من أمس، للتسوق في "مول" تجاري وسط مدينة الهفوف التابعة لمحافظة الأحساء، يتوقع أنه سيرى 11 حيوانا مفترسا داخل "المول"، ولم يصدق كذلك أنه استطاع رؤية هذه الحيوانات المفترسة عن قرب في بيئتها الطبيعية، مما جعله سعيدا ومندهشا في آن واحد، إذ جرى تجهيز موقع داخل ال"مول" مماثل لمواطن تلك الحيوانات الطبيعية في العالم، بتصميم يحاكي نفس شروط العيش الأصلية، بهدف معرفة خصائص الحيوانات وطريقة معيشتها، كما تم وضع لافتات تشير إلى مواقع تواجدها في العالم وطريقة تكاثرها، ومتوسط أعمارها، والأغذية التي تتناولها، إذ إن بعض تلك الحيوانات المفترسة، يعد وصولها إلى الأحساء هي المرة الأولى، إذ لم يسبق وجودها في المهرجانات والفعاليات الماضية، أو في حدائق الحيوانات داخل المزارع في واحة الأحساء، التي يمتلكها هواة في تربية الحيوانات، وسجلت الحديقة داخل ال"المول"، توافد أعداد كبيرة من العائلات من مختلف الفئات العمرية "ذكورا وإناثا"، الذين حرصوا على التقاط الصور للحيوانات. وأوضح المشرف على الحديقة عز الدين إبراهيم في حديثه أمس إلى"الوطن"، أن الحيوانات المفترسة التي جرى توفيرها في الحديقة، هي: الوشق العربي، الذئب الرمادي، الدب الرمادي، النمر، النمر الأبيض، الأسد الأبيض، الأسد البني "ملك الغابة"، التمساح، الثعابين، اللبوة، قط السرفال، إضافة إلى بعض الحيوانات الأليفة كالأرانب، والغزلان والصقور، مؤكدا أن فريق العمل القائم على الحديقة، حرص كل الحرص على تأمين وحماية الزوار، من خلال وضع سياجات وحواجز تحول بينهم والحيوانات، كي لا تشكل خطرا عليهم، إلى جانب وجود موظفين بشكل دائم بجانب الأقفاص، مع مراعاة كافة جوانب السلامة في منطقة العرض التي تحتضن العرض، من خلال إيداع الحيوانات المفترسة في أقفاص حديدية، ذات أشباك يصعب الوصول إليها، إضافة إلى وضع سياجات حديدية تبعد مسافة مترين عن القفص لضمان عدم وصول أيدي الزوار بالقرب من الأقفاص، وكذلك تأمين الأعداد الكافية من الحراسات لمراقبة الأقفاص بما يضمن السلامة في جميع أرجاء الحديقة، إذ إن عملية الدخول وخروج الزوار مرورا بالأقفاص تتم بطريقة منظمة وسهلة، ويتولى فريق العمل متابعة نظافة الأقفاص ونظافة وسلامة الحيوانات بصفة مستمرة من خلال الكشف على الحيوانات يوميا. وذكر مدير ال"مول" أحمد حصوة، أن الحديقة، تهدف إلى جذب الزوار، وزرع الابتسامة في وجوه الصغار والكبار، وأن الحديقة، استقطبت آلاف الزوار من داخل الأحساء وخارجها على مدى الأيام الأربعة الماضية، وتستمر الحديقة لمدة أسبوعين، متوقعا زيادة أعداد الزوار خلال إجازة منتصف العام الدراسي الحالي، لقضاء أوقات سعيدة مع أفراد العائلة، والاستمتاع بمشاهدة محيط أقفاص الحيوانات، التي تضم مدينة ترفيهية للألعاب الكهربائية والمطاطية، وكذلك المطاعم المتنوعة. وبدورهم، أبان عاملون في الحديقة وال"مول" ل"الوطن" أنهم واجهوا صعوبة في نقل الأقفاص التي تحمل الحيوانات المفترسة من خارج ال"مول" إلى الدور الثالث، بعدما استعانوا برافعة لإدخال الأقفاص في المصعد الكهربائي المخصص لشحن البضائع إلى الأدوار العلوية، واختاروا ساعات الليل الأخيرة والفجر الأولى لتنفيذ عملية نقل الحيوانات، والذي يتزامن مع خلو ال "المول" من الزوار والباعة، وتركزت صعوبة النقل في تأرجح بعض الحيوانات داخل القفص، ونقل حيوان من قفص كبير إلى قفص صغير ليتناسب مع مساحة المصعد ويسهل التعامل معه، مؤكدين أن عمليات نقل الأقفاص إلى مواقع العرض لم تسجل أي خطورة، معتمدين على الخبرة في التعامل مع هذه الحيوانات والأقفاص والأدوات المساعدة في النقل.