إلى متى سيظل مجتمعنا ينظر إلى من لم يُكتب لزواجها النجاح، على أنها كالمرض الذي يجب البراء منه بالعلاج والتداوي؟، وإلى متى سنظل نتعامل معهن على أنهن نقطة سوداء يجب محوها؟، الشك يلاحق كل تصرفاتهن، والمنع يحد من كل تحركاتهن. ولماذا الرجل المُطلِق لا يعامل بذات المعاملة؟، ولماذا لا ينظر إليه بذات النظرة؟. إن المطلقة التي تركت حياتها الزوجية هي إنسانة، ولا بد من أن هناك أسبابا قاهرة وراء انفصالها، ولعلها تكون عاقلة عندما أرادت الانفصال، وبسبب نظرتنا هذه كمجتمع لهذه الإنسانة، زدنا من حيث لا نشعر من عنجهية الرجل، إذ أصبحن –النساء- يتحملن أسوأ ما يمكن أن يتحمله بشر في حياتهن الزوجية، على ألا تحمل لقب (مطلقة). يجب علينا كمجتمع مراجعة هذه النظرة للمطلقة، والنظر إليها بإيجابية، حتى يكن عناصر فاعلة بالمجتمع، وألا نضع أمامهن العراقيل التي تقودهن في نهاية الأمر إلى ما لا يحمد عقباه. وكذلك نقوم بعمل حماية للأخريات اللاتي يعانين في حياتهن من أخذ القرار المناسب لحل مشاكلهن الزوجية، وألا نجعل الطلاق الذي أجازه الشرع سلاحا على رقبة النساء، يستخدمه الرجل لإجبارها على الحياة المهينة، وتحمل جبروته وتكبره.