أشارت مصادر مطلعة في الحكومة العراقية إلى أن رئيس الوزراء نوري المالكي شرع في الترتيب لإجراء انتخابات مبكرة، مشيرة إلى أن نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي أرسل رسالة إلى البرلمان في العاشر من الشهر الجاري بطلب من رئيس الحكومة لحله، وأن وفدا من ائتلاف دولة القانون ضم نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني، والقيادي في حزب الدعوة عبدالحليم الزهيري توجه إلى النجف لضمان موافقة رجال الدين على إجراء انتخابات مبكرة. إلى ذلك دعا التحالف الوطني أمس القوى السياسية ورجال الدين إلى ممارسة دورهم واحتواء الأزمة. واستقبل رئيسه إبراهيم الجعفري وفدا يمثل القائمة العراقية لتفعيل دور الكتل النيابية في تعزيز التعاون بين السلطتين التشريعية والقانونية لتمرير القوانين التي وردت ضمن مطالب المتظاهرين ومن أبرزها العفو العام، وتعديل قانون المساءلة والعدالة الخاص بتنفيذ إجراءات اجتثاث حزب البعث المحظور. وهي ذات الدعوة التي وجهها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر عقب لقائه رجال دين في محافظة النجف صباح أمس، حيث طالب جميع الأطراف بالجلوس إلى مائدة الحوار لحل الأزمة، معربا عن قلق المنظمة الدولية المتزايد من تطورات الأوضاع. وقال خلال مؤتمر صحفي "المشكلة القائمة الآن داخلية وعلى العراقيين جميعا حلها فيما بينهم"، مطالبا الحكومة العراقية "بالتحلي بأقصى درجات ضبط النفس". بدوره رفض القيادي في القائمة العراقية أحمد المساري استخدام تطبيق قانون المساءلة والعدالة بشكل فئوي يحقق مكاسب سياسية لجهات معينة في الحكومة، وقال "نحن ضد التطبيق الطائفي والانتقائي لقانون المساءلة والعدالة واستخدام القوانين والدستور باتجاه فئوي معين يصب في صالح بعض أحزاب الحكومة الحالية". وكان المساري يرد على دعوة رئيس هيئة المساءلة والعدالة فلاح شنشل للكتل السياسية بضرورة التصدي لمخططات من وصفهم ب"البعثيين الصداميين"، نظرا لخطورتهم على مستقبل النظام السياسي في العراق على حد تعبيره. في غضون ذلك قال رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون خالد العطية في مؤتمر صحفي أمس "التحالف الوطني أجرى اتصالات ولقاءات كثيرة ومعمقة لدراسة مطالب المتظاهرين وكيفية تنفيذها". مؤكدا حق المواطن في التظاهر والتجمع السلمي، والمطالبة بحقه ضمن أطر دستورية وقانونية، مشيرا إلى أن التحالف لديه حراك مستمر لاحتواء الأزمات السياسية. وناشد القوى السياسية ورجال الدين إجراء حوار صريح ومباشر مع بعضها وأخذ دورهم باحتواء الأزمة.