شهدت أبها وعدد من محافظات عسير ومنطقة الباحة، أمس موجة برد منذ ساعات الصباح الأولى، تخللها ضباب كثيف في المناطق القريبة من مشارف تهامة، فضلا عن تلبد السماء بالغيوم، وظهور تشكيلات من السحب. ووصلت حدة الرؤية في بعض المواقع إلى أقل من مترين مع كثافة الضباب، ولم يمنع الضباب الموظفين والطلاب والمعلمين وأصحاب الأعمال من الذهاب إلى مقار أعمالهم ومدارسهم وكلياتهم وممارسة أعمالهم بشكل طبيعي. وأوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني في منطقة عسير العقيد محمد العاصمي، أن إدارته أعدت خطة عمل خلال موسم الشتاء، تتمثل في رفع مستوى جاهزيتها وتعزيز وجود رجال ودوريات السلامة التابعة للدفاع المدني في المواقع المستهدفة مثل مشارف الأودية، وطرق عقبة ضلع وشعار والصماء التي تتطلب، تعاملا مسبقا لتجنيب سالكيها أي أخطار محتملة لمواجهة تداعيات تقلبات الطقس التي تشهدها المنطقة حاليا لاسيما ما يختص بتنبيهات الأرصاد المتوقعة هطول أمطار ما بين متوسطة إلى غزيرة، فضلا عن استمرار نشاط الرياح السطحية. من جهته أشار الناطق الإعلامي لإدارة مرور منطقة عسير، مدير شعبة السلامة المقدم مهندس محمد الشهراني، أنه جرى تكثيف دوريات المرور في المناطق ذات الاحتياج، بهدف تنظيم حركة السير، ومباشرة ما قد يقع من حوادث، مؤكداً على ضرورة توخي الحيطة والحذر أثناء القيادة لاسيما في أجواء الضباب، التي تتطلب مزيدا من الحذر. فيما بين الناطق الإعلامي لصحة المنطقة سعيد النقير، أن موجة البرد التي شهدتها المنطقة، أسهمت في زيادة أعداد مراجعي المراكز الصحية، لاسيما الأطفال الذين يعانون من أمراض الصدر والرشح والزكام. وشهدت معظم المناطق انخفاضا في درجات الحرارة حسب الخبير الفلكي الدكتور صالح الزعاق اعتبارا من الخميس الماضي، في حين يكثر خلال الفترة الحالية هبوب الرياح الشمالية الباردة، وشدة عصف الرياح نتيجة تساقط الثلوج على المناطق الشمالية للمملكة. وفي الباحة، غطى الضباب الكثيف أرجاء منطقة الباحة خاصة المواقع القريبة من حافة الجرف المطل على سهول تهامة كعادة سنوية تشهدها المنطقة في مثل هذه الأوقات من السنة، حيث تعد الباحة مدينة الضباب التي تغيب عنها الشمس لعدة أشهر في السنة. واقترح كثير من أهالي الباحة على جميع الجهات الحكومية والمدارس مراعاة الموظفين والطلاب في الدوام عند وجود هذا الضباب وأن التغاضي عن نصف ساعة تأخير تحت بند الظروف الطارئة أمر لا بد منه وذلك للحد من العجلة والسرعة في الطرق نتيجة الخوف من التأخر. كما يؤكد البعض على ضرورة التحذير والتنبيه من قبل الأرصاد الجوية عند التنبؤ بحصول ضباب والتعميم على الجهات الحكومية والمؤسسات لمراعاة ذلك اليوم واستخدام التقنية كإرسال رسائل على الجوال، وكذلك وضع لوحات إلكترونية على الطرق والتحذير من كثافة الضباب. من جانبه، حذر مدير مرور منطقة الباحة العقيد عبدالله ظافر القرني المواطنين والمقيمين من مخاطر السرعة الزائدة في مثل هذه الأجواء، مؤكدا على أهمية تشغيل المصابيح وتغيير مساحات الزجاج حتى يستطيع قائد المركبة مواجهة أي ظرف يحصل فجأة. وأشار العقيد القرني إلى أنه تم توزيع كثير من دوريات المرور بنوعيها على امتداد الشوارع الرئيسة ومراقبة حركة السير والقبض على كل من يرتكب مخالفة مرورية ويتجاوز الأنظمة والتعليمات. وفي تنومة، غطى الضباب الكثيف طريق أبها - تنومة شمال أبها صباح أمس وأدى طلاب وطالبات المدارس الاختبارات في أجواء باردة وطرق مغطاة بالضباب الكثيف. ولوحظ وجود أولياء أمور ينتظرون أبناءهم وبناتهم لخروجهم من الاختبارات ليعودوا بهم إلى منازلهم خوفا عليهم من البرد الشديد كما يعاني عابرو طريق أبها من شدة وكثافة الضباب على هذا الطريق الحيوي.