يعرف المجتمع الدولي جيداً أن دولاً بعينها لو أرادت التدخل العسكري في سورية لفعلت، ولما استطاع لا مجلس الأمن ولا حق الفيتو منعها!، لكن هذه هي اللعبة السياسية، فهناك دائماً أشياء خلف الكواليس لا يمكن مشاهدتها! وقائع تاريخية كثيرة تؤكد التدخل العسكري لتلك الدول في حروب داخلية لدول أخرى دون موافقة مجلس الأمن، ورغماً عن حق الفيتو!، وقد حدثت تلك التدخلات تحت مبررات كثيرة من بينها مبرر"الأسباب الإنسانية". ففي عام 1999 - مثلاً- تم التدخل العسكري في كوسوفو دون موافقة مجلس الأمن واعتُبر ذلك "واجباً أخلاقياً" لوجود حالة "طوارئ إنسانية عليا". السؤال المطروح هنا: هل هناك حالة طوارئ إنسانية عليا أقوى مما يحدث في سورية؟! إن عدم التدخل في الشأن السوري ليس له علاقة بالاحترام لمجلس الأمن ولا لحق الفيتو، وإنما لأسباب تعرفها تلك الدول وحدها! لقد باتت الأسطوانة المشروخة "عدم التدخل في الشأن الداخلي السوري" أداة مفضلة للتنصل من المسؤولية الدولية. لذا، سيبقى الحال على ما هو عليه، وستستمر تلك الدول -كما تشاء- في تقمص دور الاحترام للاتفاقيات الدولية.