"صفحات المعجبين" ظاهرة أخذت في الانتشار خلال الفترة القليلة الماضية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي صفحات يعدها المشاهير في الفن والغناء والعمل العام، وتتولى هذه الصفحات نشر كافة الأخبار الفنية المتعلقة بصاحبها "المشهور"، حيث باتت بمثابة المكتب الإعلامي للفنان أو الفنانة. واللافت للنظر، أن هذه الصفحات التي اتخذت لنفسها مواقع على "فيسبوك" و"تويتر"، تبالغ كثيرا في أعداد أعضائها، بل وتحاول من وقت لآخر إبراز تزايد أعداد المنضمين لها، كمعجبين جدد للفنان، للإيحاء بأن نجمهم المفضل هو "سوبر ستار". والأغرب أن ذلك يتم أحيانا بتدبير النجم المفضل للظهور أمام أصدقائه من الفنانين، بأن له عددا كبيرا من المعجبين على "الإنترنت"، ليصبح الشعار الأساسي الذي ترفعه هذه الصفحات و"الجروبات"، "أنا لا أكذب ولكني أتجمل". وتبلورت الفكرة فيما بعد لتخرج العديد من الصفحات المماثلة، إما بجهود ذاتية من الجمهور نفسه، أو بمساعدة فنانين، وقد يتطور الأمر ويكون بإيعاز من الفنانين أنفسهم، حيث اتهمت تقارير صحفية عددا من المطربات مثل "إليسا"، و"نوال الزغبي"، و"هيفاء وهبي" وغيرهن، بالدفع بعدد من الشباب، لتصميم مواقع مشابهة للدفاع عنهن، وتكون بمثابة المكان الذي تطلق منه سهام النقد إلى زميلاتهن من المطربات اللائي على خلاف معهن. وفي السياق نفسه، واستكمالا لدور تلك الصفحات أو"الجروبات" على مواقع التواصل الاجتماعي، يتهافت الفنانون فيما بينهم لإظهار عدد معجبيهم عبر هذه الصفحات عبر "فيسبوك"، و"تويتر"، حيث جاءت الأعداد مبالغا فيها لدرجة كبيرة، خاصة بعد الإعلان عن تجاوز أعداد بعض المطربين لحاجز ال 4 ملايين ونصف المليون معجب، وهو ما استبعده بعض الخبراء مؤكدين أن تلك الأرقام مبالغ فيها. على سبيل المثال، أظهرت الصفحة الرسمية للمطرب المصري تامر حسني على "فيسبوك"، أن عدد المعجبين المشتركين بصفحته بلغ أربعة ملايين و774 ألف عضو، فيما امتلك أكثر من 889 ألف متتبع عبر حسابه الشخصي بموقع" تويتر"، أما المطرب عمرو دياب، فقد بلغ عدد المعجبين في صفحته الرسمية أربعة ملايين و583 ألف شخص، بينما يتتبعه على"تويتر" ما يزيد على 463 ألفا من جمهوره. من جهتها أكدت خبيرة الإعلام الدكتورة عزة هيكل، أن العديد من النجوم والمشاهير يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي لتوسيع قاعدة معجبيهم وجماهيريتهم، ولكن لكل شيء إيجابياته وسلبياته، ومواقع التواصل الاجتماعي ليست استثناء، فالعديد من النجوم أغلقوا حساباتهم لأنهم وجدوا فيها اختراقا لخصوصياتهم، أو لأنها تقلل من نجوميتهم، أو لأسباب أخرى". وشككت هيكل في كل الأرقام المعلنة عبر صفحات النجوم على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن أعداد معجبيهم، مشيرة إلى أن هناك حيلا عديدة يمكن أن يلجأ إليها النجم أو النجمة لمضاعفة عدد معجبيه في ساعات قليلة. واعتبرت أن الفيصل في ذلك هو عدد النسخ التي توزع من ألبوماتهم بالنسبة للمطربين والمطربات، أما بالنسبة للممثلين يظهر ذلك من خلال معرفة الأكثر بحثا على الإنترنت من قبل الجمهور، أو ارتفاع نسبة مشاهدة أفلامهم وأعمالهم. وكانت شركة "ميوزيك إذ ماي لايف"، المتخصصة في مجالات الإدارة والتوزيع الرقمي للمحتوى الموسيقي في العالم العربي، قد أجرت دراسة بحثية حول شعبية عدد كبير من المطربين العرب عبر "فيسبوك"، و"تويتر". وجاء تامر حسني في المركز الأول بعدد معجبين يزيد على أربعة ملايين، يأتي بعده مباشرة عمرو دياب، ثم محمد حماقي، وساندي، وأحمد مكي، ومحمد منير، وعمرو مصطفى، وحسام حبيب، وسوما، مع ملاحظة أن صفحة شيرين مغلقة. ورغم أن كلا من هؤلاء المطربين والمطربات يملكون صفحة واحدة رئيسة خاصة بهم، إلا أن آخرين يملكون أكثر من صفحة، ولو تم تجميع كل صفحاتهم، فمن الممكن أن يتغير هذا الترتيب تماما، هناك على سبيل المثال تامر عاشور الذي لديه عشر صفحات على "فيسبوك"، وبتجميعها تصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين معجب.