يسري اليوم قرار وزارة الزراعة بمنع بيع الحطب والفحم المحلي وتسويقها بجميع مناطق المملكة، ومصادرة ما هو موجود بالأسواق، وسيقتصر الاستخدام في المملكة على المستورد فقط. ويتزامن ذلك مع اشتداد "العاصفة الثلجية" التي داهمت مناطق شمال المملكة، وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، في الوقت الذي يعتمد فيه جزء كبير من الأهالي على الحطب للتدفئة. فيما رصدت "الوطن" أمس انخفاضا في العروض ومضاعفة السعر عن السابق، وعدم توفير البديل المستورد، واتجاه الأهالي لشراء وسائل التدفئة الأخرى. وأكد عاملون في سوق الحطب والفحم بحائل أمس أن الطلب على الحطب سجل ارتفاعات كبيرة بدافع برودة الطقس وقرب تطبيق حظر بيع المحلي، وأجمع العاملون على أن سعر المحلي ارتفع للضعف جراء ذلك، وعدم وصول البديل من المستورد. وبحسب متعاملين في سوق الحطب، فمن المتوقع نشوء سوق سوداء، للتحايل على قرار وزارة الزراعة، ونقل الحطب من موقع التخزين إلى الزبون مباشرة. وأشار إسحاق علي "بائع آسيوي" إلى أن بعض التجار قاموا بترحيل بضاعتهم من السوق وتخزينها في أماكن سرية تحسبا لمصادرتها، وذكر أن مراقبين قاموا بالمرور على السوق وإبلاغ العاملين فيه بمنع بيع الحطب المحلي، منوها إلى أن مواطنين قاموا بشراء كميات كبيرة من الحطب تحسبا لعدم توفر البديل المستورد. وكانت وزارة الزراعة قد استبقت قرار منعها بإقامة مناشط توعوية بجميع مناطق المملكة، شارك فيها مسؤولون ومختصون من وزارة الزراعة والجهات المعنية، ومتخصصون ومهتمون بالبيئة. يذكر أن الاحتطاب يهدد الغطاء النباتي، وينذر باختلال بيئي في عدد من المناطق ومنها حائل، خاصة في صحراء النفود الكبرى، حيث تسبب الاحتطاب في انخفاض الغطاء النباتي في الصحراء بشكل لافت. وكان مدير عام إدارة الموارد الطبيعية في وزارة الزراعة المهندس عبدالعزيز الهويش قال في محاضرة له بحائل قبل أسبوع إن الغطاء النباتي في المملكة يعتبر جافا وأن المحافظة عليه في هذه الظروف تعد عملا ليس بالسهل، وما يفقد منه لا يعود، منتقدا ما أسماه "القبلية" في تساهل الجهات الحكومية مع المحتطب، وتسهيل الاحتطاب والتسويق بسبب صلة القرابة.