واصلت الطائرات العمودية للدفاع المدني أمس لليوم الثاني تقديم المساعدات الغذائية والطبية لأهالي قرية القرن المحاصرة لليوم الثامن على التوالي. كما قامت بتوصيل المؤن للقاطنين في وادي مطاره وكهلان. وقامت اللجنة المشكلة بأعمالها الميدانية في رصد احتياجات القرية وتقييم الوضع وتذليل العقبات، ومنها العمل على تأمين مولد كهربائي للمركز الصحي، وإيصال التيار الكهربائي للقرية بشكل عاجل، ومسح الطريق الرابط بين قرية القرن ومركز الخانق عبر وادي الحبناء. وأوضح الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بنجران النقيب علي عمير آل جرمان أن الطائرات واصلت نقل الإعاشة والأدوات الطبية اللازمة لمركز صحي القرن وقرى كهلان ومطاره، مشيرا إلى أنه تم إنزال أكثر من 7500 كيلوجرام من المواد الغذائية والطبية خلال اليومين الماضيين، نتيجة ما أوصت به اللجنة بتقديم الإغاثة الغذائية والطبية جواً بواسطة طيران الدفاع المدني تنفيذا لتوجيهات أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز وبمتابعة مباشرة عبر الهاتف من مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري. وأضاف آل جرمان أنه سيتم التنسيق مع إدارة الكهرباء لسرعة إيصال التيار الكهربائي، ومع إدارة الطرق لمسح الطريق على وجه السرعة. من جهته، أوضح مصدر طبي بقطاع بدر الجنوب أنه تمت مباشرة بعض الحالات المرضية داخل المنازل لتقديم الأدوية اللازمة لهم، وهي حالات مقعدة، إضافة لمرضى السكر والضغط. وتم صرف الأدوية اللازمة لهم، مشيرا إلى أنه تم تأمين جميع الأدوات الطبية بكاملها بالمركز الصحي للقرية الذي يعمل به طبيب وممرضتان. وأكد جاهزية المركز لاستقبال جميع الحالات المرضية. وأوضح مدير عام الطرق بنجران المهندس عادل فلمبان أنه تم إرسال آليات لمسح الطريق وهي تعمل حاليا في وادي الحبناء الذي يربط مركز الخانق بقرية القرن ليتمكن جميع المواطنين من التنقل بيسر وسهولة. ما أجمل أن يعيش المسؤول ما يعانيه الموطن في أمر من أمور الحياة، هذا ما حدث بالفعل ودون تخطيط مسبق لعدد من أعضاء اللجنة التي وقفت على معاناة أهالي قرية القرن التي تحاصرها السيول بعد ركوبهم في طائرات الدفاع المدني التي قامت أول من أمس بالإشراف على نقل مواد إغاثية للأهالي، وتم إنزالهم في القرية لرصد احتياجات المواطنين، وكان من بينهم وكيل محافظة بدر الجنوب، ورئيس مركز إمارة الخانق، وملازم أول بالدفاع المدني، وعدد من أفراد الدفاع المدني، وبدأ كل منهم بكتابة تقرير حول وضع القرية وما يعيشه السكان من ظروف صعبة إلا أن الطائرة أقلعت إلى مدينة نجران مما جعلهم يبيتون ليلتهم وسط لسعات الناموس والخوف من لدغات العقارب والثعابين، وفي ظلام دامس ليروا بأم أعينهم معاناة المواطنين المحاصرين طيلة هذه الفترة. وقد حاول أعضاء اللجنة الفرار من المأزق إلا أن انقطاع التيار الكهربائي وانقطاع الطرق حال دون ذلك مما اضطرهم للذهاب مشيا على الأقدام بوادي مطارة حتى تسلقوا الجبال عن طريق الشعبة واستقبلهم عدد من زملائهم الذين قاموا بإنقاذهم.