أعرب الناقد الدكتور سعد البازعي عن سعادته بالعودة إلى منبر النادي الأدبي بجدة، وقال ل«الشرق» إن آخر مشاركة له في نشاطات النادي كانت خلال ملتقى النص منذ عدة سنوات. وأوضح البازعي، الذي سيحاضر الليلة في النادي عن موضوع «السلطة والثقافة.. مواجهات النص»، أن عنوان المحاضرة يقول أشياء كثيرة عن علاقة الثقافة بالسلطة، لافتاً إلى أن «موضوع الثقافة والسلطة تحدثت فيه سابقاً في القطيف وجازان، وقد تابعتموه أنتم في «الشرق» في حينه، وتقريباً اليوم ستكون المحاضرة في نفس الدائرة، ولكن بتناول أمثلة ونماذج مختلفة». وحين يقال للبازعي إن نشاطه في الفترة الحالية يثير الإعجاب، بتنقله من مكان لآخر، في محاولة منه لتكريس القيم الثقافية التي يؤمن بها، فإنه يجيب «الحقيقة أنني أشتغل على موضوع السلطة والثقافة خلال الأشهر الماضية، وأردت أن أطرحه في أكثر من مكان لاستقراء ردود الأفعال ولإثراء البحث، وطرحه هنا وهناك. هو محاولة مني للاستزادة، وكنوع أيضاً من الاختبار لهذا البحث». ومع هذا النشاط للبازعي في التأليف وإلقاء المحاضرات، فإن السؤال الذي ينبثق هو: هل سيبقى البازعي بعيداً عن المناصب في المؤسسات الثقافية؟ ليرد قائلاً: «قمت بدوري في العمل الإداري. بشكل عام أنا أشتغل في الحقل الثقافي ككاتب ومؤلف وليس في المناصب. عملت فقط في نادي الرياض الأدبي كمسؤول مسؤولية مباشرة. وبشكل عام أرى أنني أقرب إلى التأليف وإلقاء المحاضرات مني إلى العمل الإداري، فلذلك لا يستغرب بعدي الآن عن المناصب الادارية». وبخصوص رؤيته للمشهد الثقافي يقول البازعي: «المشهد الثقافي يشهد نشاطاً طيباً بصفة عامة. يمكن أن يكون هناك بعض الملاحظات لأن طموحنا دائماً الشيء الأفضل. لكن بشكل عام أرى أن المشهد معقول، وخاصة ما نشهده في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي أصبح مقياساً للنشاط الثقافي من حيث الكتب والنشاط الثقافي المصاحب له، وكذلك مهرجان الجنادرية للثقافة والتراث من الجهة الأخرى. لكنني أرى أن الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون تقومان بجهد طيب». يذكر أن محاضرة الدكتور سعد البازعي ستبدأ الساعة الثامنة من مساء اليوم في مقر نادي جدة الأدبي في الكورنيش، ويتوقع أن تشهد حضوراً لافتاً بالنظر إلى ما يمثله المحاضر من قيمة أدبية ونقدية جعلته واحداً من أبرز الأسماء النقدية والثقافية التي مازالت تساهم في إغناء المشهد الثقافي بكثير من القيم النقدية والإبداعية والثقافية بصورة عامة.