كشفت دراسة حديثة لإحدى الشركات الطبية العالمية حصلت "الوطن" على نسخة منها عن أن مصر والمملكة تتصدران قائمة مرضى الاكتئاب النفسي في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن 7٪ من إجمالي سكان المنطقة يعانون من مرض الاكتئاب، وفي المقابل أكد مدير عام مستشفى الصحة النفسية بجدة الدكتور سهيل عبدالحميد خان، أن واحدا من بين كل 10 أشخاص بالشرق الأوسط يعاني من الاكتئاب. وبينما اعتبرت الدراسة أن هذه النسبة مؤرقة، وتعتبر عالية مقارنة مع بقية دول العالم، لا سيما في ظل وجود ارتباط وثيق بين الاكتئاب والاضطراب الوظيفي، ذكر خان في حديث إلى "الوطن"، أن الأبحاث تشير إلى أن الشرق الأوسط يضم أعلى معدلات لمرض الاكتئاب النفسي في العالم. وأكد أن هناك علاقة وثيقة بين مرض الاكتئاب النفسي والاضطراب الوظيفي، مبينا أن هناك ارتباطا وثيقا بين الاضطرابات الحياتية التي يعاني منها مرضى الاكتئاب في العمل والمدرسة ومحيط الأسرة وعلاقاتهم الاجتماعية وبين إصابتهم بالاكتئاب. وأضاف أن حدة هذه الاضطرابات ترتفع بشكل مضطرد مع زيادة حدة المرض، مؤكدا أن التشخيص المبكر للمرض وتوفير العلاج للمريض، يعدان من الأهمية بمكان في التعامل مع هذه المشكلة والحد من تأثيراتها السلبية. ولفت إلى أن الاكتئاب بات رابع أهم الأسباب المؤدية للإعاقة والوفاة في سن مبكرة على مستوى العالم منذ عام 2001، ويتوقع أن يتحول إلى السبب الرئيس للعديد من الأمراض بحلول عام 2030. وأشار إلى أن أحد التقارير الطبية لنشرة الطب النفسي السريري The Journal of Clinical Psychiatry ركز الضوء على الأعباء المترتبة على الإصابة بمرض الاكتئاب، حيث أشار التقرير إلى وجود فجوة كبيرة بين عدد الأشخاص المحتاجين للمعالجة من مرض الاكتئاب مقابل عدد الأشخاص الذين يحصلون فعليا على العلاج من المرض في منطقة الشرق الأوسط. وألمح إلى أن بيانات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن ما يزيد على 75٪ من الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب في البلدان النامية لا يحصلون على العلاج الكافي، حيث تعتبر الصحة النفسية من أكثر القضايا المهملة في تلك البلدان، رغما عن أهميتها القصوى في مجال تحقيق أهداف الأممالمتحدة الإنمائية للألفية. وذكر أن اليوم العالمي للصحة النفسية، تناول في هذا العام موضوع "الاكتئاب: أزمة عالمية"، حيث يصيب الاكتئاب أكثر من 350 مليون شخص من مختلف الأعمار في جميع المجتمعات حول العالم، ووفقا للتقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. ووفقا للدراسة فإنه مع تزايد شدة الاكتئاب ترتفع مستويات الضعف في أداء الدور الاجتماعي والعائلي والمهني للمصاب، وسعى نفسيون للخروج بأبحاث تهدف للقضاء على الشعور بالنقص الاجتماعي المرتبط بالاكتئاب الشديد وغيره من اضطرابات الصحة النفسية، وتعزيز النقاش حول الاستثمار في خدمات الوقاية والترويج والعلاج للحد من عبء المرض. ووفقا للدراسة جاءت السعودية في المرتبة الثانية بعدد 201 ألف حالة، فيما احتلت مصر المقدمة بعدد 622 ألف حالة، وسورية في المرتبة الثالثة بعدد 156 ألف حالة، ثم الإمارات 39 ألف حالة، وأخيرا لبنان 37 ألف حالة. وأفادت أن تحليلا علميا أظهر أن ثمة علاقة واضحة بين معالجة الاكتئاب وتحسن حالة الاضطراب الوظيفي، ووجود علاقة وثيقة بين مقاييس شدة أعراض الاكتئاب والاضطراب الوظيفي والعافية النفسية، مما دفع هيئات الرعاية الصحية للاعتماد على معايير ومقاييس محددة مثل "مقياس شيهان للإعاقة" (SDS) من أجل قياس مستوى الإعاقة والخلل، ومن ثم تحسين سبل ووسائل علاج الاكتئاب، وهو ما أسهم في النهاية في تحسين خدمات رعاية المرضى الذين يعانون من الاكتئاب، وبناء على ذلك يصبح من الأهمية بمكان قيام المرضى باستشارة الطبيب لتشخيص الحالة على الوجه الصحيح، وضمان التعامل مع المرض بأسلوب فعال.