رغم كل النهضة العمرانية التي تشهدها المملكة منذ عقود إلا أن بلدة الشعبة في الأحساء لم تزل بلا أسفلت لشوارعها وحسبك ذلك، لتضع الصورة لبقية ما تحتاجه البلدة من متطلبات أساسية، لتبقى الشعبة خارج خارطة الاهتمام البلدي من مجلس المنطقة وهو ما يدركه الأهالي هنا جيداً. ففي حي "صبحان القديم" الذي يضم بيوتا كثيرة، تشهد شوارعه على معاناة طويلة من الأتربة والأوساخ المستديمة، أما في موسم هطول الأمطار فتلك حكاية العابرين منه وفيه، فمع صعوبة التنقل بالسيارة فيه، يواجه طلبة المدارس وكبار السن صعوبة من نوع آخر، وعدم قدرتهم بالخوض في المياه أو الوغول في الطين، تاركين وراءهم حملاً ثقيلاً يصعب عليهم نقله. وقال أحد ساكني الشعبة "جعفر الصالح": راجعنا المسؤولين في الأمانة أكثر من مرة بخصوص سفلتة الطرق، وطلبنا منهم الحضور الفعلي، ولكن الحال ينحو منحى التسويف والمماطلة واختراع الأعذار، فما عذرهم وقد وصلت خدمات الصرف الصحي والهاتف والكهرباء للحي الذي يخشون حفر الإسفلت فيه بعد تعبيده، موضحاً أن البلدات المجاورة تنعم بتجميل أزقة شوارعها التي لا تستطيع السيارات الدخول إليها. وتحدث أحمد البن أحمد وهو أيضاً من أحد السكان، عن خطورة المنازل المهجورة الآيلة للسقوط، فهي تقع في معظمها على أزقة ترابية هجرت لرداءتها، ويتخذ بعض الصبية هذه المنازل ملجأً لهم، متذمراً من بقاء تلك البيوت بشكلها الحالي، وعدم التفات الأمانة نحوها واتخاذ الإجراء المناسب حيالها، فمنها تخرج الزواحف، وإليها يعود الأشرار، إضافة إلى أنها أصبحت مقبرة للقطط والفئران، حتى إذا جاء الصيف، فاحت رائحتها الكريهة. وأكد المواطن محمد حسين، أن الأهالي يراجعون باستمرار الأمانة والتقوا أمينها عدة مرات وأخذوا الوعود لإنهاء معاناتهم، ولكن إلى الآن لم يتم شيء، وهناك أولويات يجب أن تلتفت إليها الأمانة حتى لا تصبح بلدتهم في طي النسيان. من جانبها رفعت "الوطن" معاناة الأهالي إلى أمانة الأحساء عن طريق المتحدث الرسمي بدر الشهاب، مرفقة ذلك بالصور، ومضى أكثر من أسبوعين ولم يتم الرد رغم تكرار الاتصال.