لا يمكن لأي زائر لحي الشميسي القديم وسط الرياض إلا أن يتوصل لنتيجة أن هذا المكان يعيش خارج دائرة "الزمان".. بيوت متواضعة بعضها آيل للسقوط، وعلى الرغم من ذلك إلا أنها تكتظ بالأنفس. قصص إنسانية تقبع خلف أبواب منازل ساكنيها، رواها 3 من سكان الحي (جميعهم سعوديون) ل"الوطن" خلال جولتها في أزقته الضيقة. هذا الحي الواقع في قلب العاصمة، يعاني سكانه من أوضاع معيشية صعبة، ويعيش الكثير منهم في منازل طينية، وشوارع وممرات مظلمة، تكتظ بالعمالة السائبة التي تملأ المكان جنبا إلى جنب مع السكان المعوزين الذين أجبرتهم الظروف المعيشية على السكن بحثا عن إيجارات بسعر أقل. ولعل أهم ما طالب به من تحدثوا للصحيفة، ضرورة أن تلتفت وزارة الشؤون الاجتماعية، ممثلة بوكالة الضمان الاجتماعي، للحي وساكنيه، بما يضمن دراسة أوضاعهم، وإخراجهم من الظروف المعيشية الصعبة التي يرزحون تحت وطأتها. تفاصيل ص12 لا يكاد يخلو حي "الشميسي" القديم وسط الرياض، من قصة إنسانية خلف أبواب وأسوار منازل بعضها متواضع وآخر متهالك، وكثير منها مغطاة بصفائح "الهنقر" لا تكاد تقي من برد قارس، ولا تحجب زخات المطر العابرة. فهذا الحي الواقع في قلب العاصمة، يعاني سكانه من أوضاع معيشية صعبة، ويعيش كثير منهم في منازل طينية، وشوارعه وممراته مظلمة، وتكتظ بالعمالة السائبة التي تملأ المكان جنبا إلى جنب مع السكان المعوزين الذين أجبرتهم الظروف المعيشية على السكن بحثا عن إيجارات بسعر أقل. "الوطن" خلال جولتها داخل الحي رصدت كثيرا من السكان منهم مسنون ومسنات يفترشون أرصفة الشوارع طوال النهار في انتظار ما تجود به نفوس أهل الخير بالتصدّق عليهم، فيما يعرض آخرون بضائع متواضعة للغاية ليكسبوا منها ما يسد بعض حاجياتهم المتواضعة هي الأخرى، كما منازل بعضها آيل للسقوط وأخرى طينيّة ضيقة وأبوابها ونوافذها صدئة وتحيط بها عشوائية التوصيلات الكهربائية والهاتفية من كل اتجاه. أما السكان فيعيشون طوال ساعات اليوم في حالة ترقب دائم للسيارات التي تدخل للحي لعلهم يجدون فيها صدقات وهبات قدمها أهل الخير. عقيل فقيهي أحد سكان الحي التقته "الوطن" أمام قطع من الخبز الجاف الذي قال عنه إنه كل ما يملك حيث يقوم بجمعه من المخابز والمطاعم في أكياس يبيع الواحد منها بخمسة ريالات على أصحاب المواشي والطيور ويكسب مبلغا زهيدا لا يتجاوز 30 ريالا يوميا لا تلبي ما تحتاجه أسرته من مستلزمات خاصة وأنه يعول 8 أنفس في منزل متهالك بإيجار شهري يبلغ 700 ريال، مطالبا الجهات المعنيّة بزيارة الحي والوقوف على أوضاع ساكنيه الذين يعانون كثيرا من العوز، وإيجاد حلول بتوظيفهم وتوظيف أبنائهم العاطلين كي تتحسن أحوالهم، كما طالب الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية بالتركيز على مثل هذا الحي الفقير ودراسة أوضاع الأسر الذين يتعفف كثير منهم عن طلب المساعدة، فيما يجهل آخرون الطرق التي يمكنهم من خلالها الحصول على مساعدات نقدية وعينيّة. ويشير المواطن علي مجرشي إلى أن أوضاع الحي غير سارة ويعاني سكانه من أوضاع معيشية متردية ويعيشون على هبات أهل الخير الذين يقدمون لهم بعض المعونات من أغذية وملبوسات تساهم في تحسّن محدود في أحوالهم، كما يسكن كثير منهم في منازل متهالكة لا تقي من البرد القارس، ولا تستطيع أسقفها تحمل الأمطار فتتسرب فوق رؤوس أسرهم لتزيد من معاناتهم، مشيرا إلى أهمية النظر في وضع الأسر البسطاء وانتشال سكان الحي من أوضاعهم المتردّية، متمنيا أن تتبنى إطعامهم إحدى الجهات المعنيّة لتساهم في تحسين الوضع المعيشي للسكان المحتاجين. ويضيف المواطن سعود العلي أن الحي يعاني كثيرا على الأصعدة كافة مبرزا المعاناة القائمة من العمالة السائبة التي قال إنها تملأ المكان حتى إنهم ضايقوا الأسر بوجودهم طوال الوقت، كما تسببوا برفعهم لأسعار الإيجارات حيث يستغل أصحاب العقارات إقبال العمالة على السكن في الحي ورفعوا أسعار إيجارات المنازل بأسعار مرتفعة رغم أنها منازل متهالكة لا تستحق ما يدفع فيها من مبالغ.