عبر عدد من المعلمين والمعلمات عن استيائهم من قرار وزارتهم الأخير الخاص بالتقويم الدراسي الجديد، بينما اتجه آخرون لتوكيل محامين للترافع لدى القضاء لوضع حد لهذه القرارات، والتهبت المنتديات التعليمية ومواقع التواصل الإلكتروني والرسائل النصية والمصورة عبر خدمات الهواتف النقالة بمشاركات ومداخلات كثيرة، تؤكد عدم الرضا عن القرار الجديد لوزارتهم الذي وصفه البعض ب"الصدمة". وبحسب رصد إلكتروني ل"الوطن" الأيام الماضية وبعد إعلان "التربية" قرارها، فإن هناك استفهامات كثيرة طرحها بعض المعلمين والمعلمات في مشاركتهم الإلكترونية بالمنتديات التعليمية حول جدوى الدوام المدرسي بلا طلاب قبل عودتهم بداية العام الدراسي بأسبوعين وأيضا بعد انتهاء أعمال اختبارات الدور الثاني نهاية العام بأسبوعيين، وتسائل البعض منهم "ماذا نقدم؟ وآخرون بالمناطق النائية والقرى والهجر البعيدة يقولون كيف لنا بالذهاب والإياب من أجل التوقيع". إلى ذلك تضمنت منتديات تعليمية مشهورة في أوساط المعلمين والمعلمات تحت اسم "ملتقى حقوق المعلمين والمعلمات" طلبات كثيرة من معلمين ومعلمات بضرورة مطالبة وزارتهم بإيقاف القرار، بل إن هناك من المشاركين من أعد نماذج لمطالبة "التربية" بالعدول في الكثير من المشاركات، وتناقلها المعلمون والمعلمات عبر برنامج "الواتس أب"، مطالبين الجميع للوقوف والرفع لوزارتهم للتعبير عن عدم رضاهم عن القرار الجديد. إلى ذلك أكد عدد من مديري المدارس - فضلوا الاحتفاظ بأسمائهم كونهم غير مخولين بالتحدث لوسائل الإعلام -، أن تنظيم الإجازات الجديد سيؤثر على نفسيات معلمي الصفوف الأولية وخاصة المتميزين منهم، الذين ينظرون إلى أهمية حافز الإجازة المبكرة قبل زملائهم بالمراحل الأخرى، مؤكدين أن عددا منهم ألمحوا إلى أنهم سيبتعدون عن تدريس تلك الصفوف العام المقبل، قائلين "إذا لم يعد هناك حافز فالأفضل أن أعمل بالمراحل العليا". إلى ذلك تخوف مشرف الصفوف الأولية بتعليم عسير محمد بن إبراهيم فايع من النتائج السلبية المتوقعة العام المقبل نتيجة قرار "التربية" الخاص بالتنظيم الجديد للتقويم الدراسي، الذي قد يتسبب في غياب حافز الإجازة المبكرة لمعلمي الصفوف الأولية عن زملائهم معلمي الصفوف العليا، مما قد يدعو الكثير من معلمي تلك المرحلة إلى "التخلي" عن تدريسها والهروب للصفوف العليا، لافتا إلى أن ذلك سيفقد المدارس معلمين متميزين ذوي خبرة في تدريس تلك الصفوف يصعب تعويضهم. ودعا فايع وزارة التربية لإبقاء حوافز معلمي الصفوف الأولية "بشكل خاص"، حتى تبقى الرغبة لديهم لتدريس تلك الصفوف الأعوام المقبلة، إضافة للنظر في تحفيزهم مادياً لتشجيعهم. من جهته أوضح رئيس اللجنة الإعلامية لملتقى المعلمين حسن الفيفي في تصريح صحفي ل"الوطن" أن قرار الوزارة الذي أُعلن، والداعي الى تقليص إجازة المعلمين والمعلمات، أغضب الكثير منهم وبين لهم أكثر مما مضى أن وزارتهم كانت ولا تزال عقبة دائمة في طريق نجاحهم وإبداعهم. وأوضح الفيفي أن هذا القرار جرّد مهنة المعلمين والمعلمات من كافة الامتيازات التي بدأت بالتلاشي أصلاً منذ سنوات، ومنها تقليص الإجازة الاضطرارية من 10 أيام ل 5 أيام خلال العام المالي، وحرمانهم من مكافأة نهاية الخدمة، وتطبيق مادة 18أ على 204 آلاف معلم ومعلمة. وحول نيتهم التوجه لميدان القضاء أكد الفيفي شروع عدد من المعلمين في توكيل محامين ورفع دعاوى قضائية، ويطالبون الوزارة بوضع حد لمن يتخذ هذه القرارات، إثر تقليص إجازة نهاية العام إلى 29 يوماً، لتسهم بشكل أو بآخر في تدني مخرجات التعليم. وكان نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد السبتي قد اعتمد تعميم التقويم الدراسي للعام الدراسي 1433 /1434 المتضمن توحيد إجازات المعلمين والمعلمات في جميع المراحل الدراسية في التعليم العام، وتوحيد أسابيع الدراسة والتقويم؛ بحيث يبلغ مجموعها في الفصل الدراسي الواحد 18 أسبوعا بما فيها فترة الاختبارات والتقويم وذلك لجميع مراحل التعليم العام.