أقرت القمة الخليجية التي اختتمت أعمالها بالمنامة أمس حزمة توصيات تصب في تعزيز مسيرة العمل المشترك لدول مجلس التعاون، ووافق القادة على إقرار الاتفاقية الأمنية لدول المجلس، وكذلك إنشاء قيادة عسكرية موحدة للتنسيق والتخطيط والقيادة للقوات البرية والبحرية والجوية. وطالب قادة دول الخليج أمس إيران بالكف عن التدخل في شؤون دول المجلس؛ الأمر الذي من شأنه زيادة التوتر وتهديد أمن واستقرار المنطقة. كما حث القادة المجتمع الدولي على التحرك العاجل لوقف المذابح التي يتعرض لها الشعب السوري، داعين للإسراع في عملية نقل السلطة، وتقديم الدعم للائتلاف الوطني باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري. وفي الموضوع اليمني، ثمّن المجلس ما تم تحقيقه في المرحلة الأولى من المبادرة الخليجية، متطلعا إلى نجاح تنفيذ المرحلة الثانية، بعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل بمشاركة جميع أطياف الشعب اليمني. طالب قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إيران أمس بالكف عن التدخل في شؤون دول مجلس التعاون، والإسراع في عملية نقل السلطة في سورية، داعين المجتمع الدولي إلى التحرك سريعا لوقف المذابح وانتهاكات القانون الدولي في الشعب السوري. وكان قادة دول المجلس اختتموا بالمنامة أمس اجتماعات دورتهم ال 33 في البحرين، ورأس وفد المملكة نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز. وثمن المجلس الأعلى لمجلس التعاون في بيان ختامي تلاه أمين عام المجلس عبداللطيف الزياني، كلمة خادم الحرمين الشريفين التي أكد فيها حرصه على مسيرة الدول الأعضاء والانتقال من مرحلة التعاون إلى الاتحاد. كما رحب المجلس بافتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الذي تم افتتاحه بفيينا لتعزيز قيم الحوار ومكافحة التطرف. واستعرض المجلس الأعلى توصيات وتقارير المجلس الوزاري، وبحث تطورات القضايا السياسية الإقليمية والدولية، واتخذ بشأنها القرارات اللازمة، على النحو التالي: أولاً: مسيرة العمل المشترك أكد المجلس ضرورة العمل على تعزيز روح المواطنة الخليجية لدى مواطني دول المجلس، ووجه بسرعة تنفيذ ما ورد في الاتفاقية الاقتصادية لتوحيد السياسات المالية والنقدية، وتكامل البنية الأساسية. وصادق المجلس على قرارات مجلس الدفاع المشترك، وبارك إنشاء قيادة عسكرية موحدة للتنسيق والتخطيط والقيادة للقوات البرية والبحرية والجوية المخصصة والإضافية. كما أقر المجلس الأعلى الاتفاقية الأمنية لدول المجلس بصيغتها المعدلة التي وقعها وزراء الداخلية باجتماعهم ال 31 بتاريخ 13 نوفمبر 2012. وأكد مواقفه الثابتة بنبذ الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله وصوره، مدينا التفجيرات الإرهابية التي وقعت مؤخراً بالمنامة، ومؤكدا تضامنه مع المنامة في جهودها للحفاظ على وحدة البلاد الوطنية وترسيخ أمنها واستقرارها. ثانياً: الجانب السياسي جدد المجلس الأعلى التأكيد على رفض استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، مؤكدا دعم حق السيادة للإمارات على الجزر. واعتبر المجلس أي ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث لاغية وباطلة، والنظر في كافة الوسائل السلمية لإعادة حق الإمارات، ودعوة إيران للاستجابة لمساعي الإمارات لحل القضية عبر المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. العلاقات مع إيران أعرب المجلس عن رفضه واستنكاره لاستمرار التدخلات الإيرانية بالشؤون الداخلية لدول المجلس، وطالبها بالكف فوراً ونهائياً عن هذه الممارسات، التي من شأنها زيادة التوتر وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكد ضرورة التزام إيران بمبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها. وشدد المجلس على أهمية التزام إيران بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرا إلى أن برنامجها النووي لا يهدد أمن المنطقة واستقرارها فحسب، بل الأمن والاستقرار العالمي. وأكد مجدداً مواقفه الثابتة بأهمية التزام إيران بجعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج، منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، مشيرا إلى حق الدول، ومن ضمنها إيران، في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. الشأن السوري: استعرض المجلس الأعلى آخر المستجدات على الساحة السورية، وعبر عن ألمه وحزنه لاستمرار النظام في سفك الدماء وتدمير المدن والبنى التحتية، الأمر الذي يجعل من عملية الانتقال السياسي للسلطة مطلباً يجب الإسراع في تحقيقه. وأكد أهمية تقديم الدعم والمؤازرة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي تم تشكيله بالدوحة في نوفمبر2012، باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري. كما دعا المجلس المجتمع الدولي لتقديم كافة أشكال المساعدات الإنسانية للشعب السوري لمواجهة الظروف الحياتية القاسية، وأكد دعمه لمهمة المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي. قضايا عربية وإسلامية وحول تطورات النزاع العربي الإسرائيلي، أكد المجلس أن السلام الشامل لا يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية. وهنأ الشعب الفلسطيني وقيادته بمنح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو بالأمم المتحدة، مجددا الدعوة لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام ونبذ الخلافات. ودان سياسات إسرائيل الاستيطانية، واعتبرها انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، ولا يترتب عليها أي أثر قانوني لصالح إسرائيل. وبالنسبة لليمن، بارك المجلس ما تم تحقيقه في المرحلة الأولى من المبادرة الخليجية، متطلعا إلى نجاح تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة بعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل بمشاركة جميع أطياف الشعب اليمني. وتطرق البيان إلى الملفين العراقي وقمع المسلمين من الروهينجيا في ميانمار. ورحب قادة دول مجلس التعاون، بدعوة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لعقد الدورة الرابعة والثلاثين للمجلس الأعلى في الكويت في العام القادم 2013.