هي الحقيقة، وليس كلاما من الخيال، ففي قرية النابع "التابعة لمحافظة الوجه"، إذا أراد شخص ما إجراء مكالمة تليفونية عبر هاتفه الجوال فعليه أن يصعد الجبال، أو يقطع مسافة لا تقل عن 25كلم، لكي يجري مكالمته هذه، فيما طالب أهالي القرية من شركات الاتصال توفير برج جوال لكن دون جدوى. وكان أهالي القرية قد طالبوا بوجود برج للجوال في قريتهم، حيث أوضحوا أن الجوال أصبح الآن مطلبا ضروريا، وشيئا مهما في حياتهم المعيشية واحتياجاتهم اليومية، في الوقت الذي يعانون فيه من عدم وجود هذا البرج لأي شركة من الشركات الموجودة في المملكة، وكيف هي معاناتهم عند إجراء تلك المكالمات، أو إرسال رسائل نصية، فمنهم من يصعد الجبال، وآخرون يضطرون للسير على الأقدام مسافة لا تقل 3 كلم، ومنهم من يتكبد عناء قطع 50 كلم ذهابا وإيابا؛ لكي يستطيع الحصول على إرسال للجوال. "الوطن" كانت حاضرة في قلب الحدث، وشاهدت معاناة أهل قرية "النابع"، والتقت بعدد من المواطنين هناك؛ حيث ذكر المواطن عليان حماد العرادي أنهم طالبوا وكتبوا لشركات الاتصالات، ولكن دون جدوى، وقال "نتمنى أن تحل هذه المشكلة التي تؤرق الساكنين في القرية"، وأضاف: من غير المنطقي أن نبقى بلا إرسال في هذه القرية، وأن نتحمل المتاعب لأجل إجراء مكالمة تليفونية. ويضيف المواطن سالم صالح العرادي أنهم "يعانون من هذه المشكلة بسبب عدم وجود أي برج للجوال، فهذا الأمر يكلفنا مشقة الطريق، وبعد المسافة للحصول على شبكة"، ويقول المواطن سلمان رفيع العرادي "إن الجوال مطلب مهم في القرية، وخصوصاً في أوقات الحوادث والسيول والأمطار، وأيضا هناك عدد من أهالي القرية لا يملكون وسائل النقل، فيضطرون لقطع مسافة لا تقل عن 3 كلم سيرا على الأقدام لإجراء مكالمة تليفونية". من جانبه طالب رئيس مركز قرية "النابع" محمد سلامة العرادي المسؤولين بشركات الاتصالات حل هذه المشكلة، وتوفير الخدمة بالشكل المطلوب لجميع المواطنين، مؤكداً أن معاناتهم مع الاتصالات المتنقلة باتت تضطره إلى قطع مسافة بعيدة للوصول لمحافظة الوجه لإجراء مكالماته اليومية.