شهدت منظمة اليونسكو احتفالا ضخما في مقرها بباريس، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، ويمتد الاحتفال بهذه المناسبة حتى بداية عطلات نهاية العام، وذلك لما للغة العربية في نظر المنظمة من دور هام في الحفاظ والعمل على انتشار الحضارة الانسانية وثقافتها. تتنوع أنشطة الاحتفالية ما بين "الندوات والقراءات الشعرية والموسيقى والأغنيات العربية". وتمول المملكة العربية السعودية الاحتفال بهذا اليوم، الذي رفع فيه شعار الاحتفال وهو عبارة عن لوحة تحمل شارة اليونسكو، وتاريخ الثامن عشر من ديسمبر محاطا بأحرف عربية. وساندت وأكدت على أهمية الاحتفاء باللغة العربية بشكل لائق كل من المملكة العربية السعودية والمغرب، خلال المجلس التنفيذي، باعتبار أنه لا بد من إدراك "ما للغة العربية من دور وإسهام في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته"، وأن هذه اللغة "هي لغة اثنين وعشرين عضوا من الدول الأعضاء في اليونسكو، وهي لغة رسمية في المنظمة، ويتحدث بها ما يزيد عن 422 مليون عربي، ويحتاج إلى استعمالها أكثر من مليار ونصف من المسلمين". وبدأت فعاليات الاحتفال باللغة العربية في اليونسكو، بالتعاون ما بين رئيسة المجموعة العربية وسفيرة المغرب في منظمة اليونسكو زهور العلوي، والمديرة العامة للمنظمة إيرينا بوكوفا، ونائب رئيس المجلس التنفيذي في المنظمة، وسفير المملكة العربية السعودية لدى المنظمة الدكتور زياد عبدالله الدريس، الذي أكد ل"الوطن" على أن اليوم المخصص للاحتفاء باللغة العربية، إنما يدعم بشكل حقيقي التعددية اللغوية والثقافية وبالتالي الحضارية، خاصة وأن اللغة العربية تثري هذا العمل الحضاري من خلال جمالياتها التي تميزها من بين سائر لغات العالم. وما يؤكد على هذه الأبعاد ويمنحها مصداقيتها بحسب الدريس أن حضور احتفالية اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية، ليس محصورا على العرب، بل إن المشاركة واضحة من كافة جنسيات العالم خاصة الفرنسيين. ومن هذا المنطلق أكد الدريس على أن أنشطة هذه الاحتفالية سوف تتوسع، وسوف تكون على جدول أعمال اجتماعات المجموعة العربية المقبل. وشددت منظمة اليونسكو من جهتها، في هذه المناسبة، على ضرورة التعاون على أوسع نطاق بين الشعوب، من خلال التعدد اللغوي والتقارب الثقافي والحوار الحضاري، بما ينسجم مع ما ورد في الميثاق التأسيسي للمنظمة، وما يتواكب وتطلعاتها. مؤكدة أيضا على أنها تدعم وزارات الثقافة والتربية والتعليم والإعلام في البلدان العربية والإسلامية؛ لتنفيذ أنشطة خاصة باللغة العربية في مثل هذه المناسبة من كل عام، وأن المنظمة سوف تتابع مستقبلا مثل هذه الأنشطة وتمويلها عن طريق المجموعة العربية لدى اليونسكو. يذكر هنا، أن إدارة الأممالمتحدة لشؤون الإعلام، كانت قد اعتمدت قرارا في التاسع عشر من العام 2010 يقضي بالاحتفال بالأيام الدولية للغات الرسمية الست في الأممالمتحدة، وتحدد الثامن عشر من الشهر ذاته يوما عالميا للغة العربية. وهو اليوم الذي قررت فيه الجمعية العامة اعتماد العربية لغة رسمية، ولغة عمل لها منذ سبعة وثلاثين عاما.