رفضت محكمة الاستئناف الحكم الذي أصدرته المحكمة الإدارية بجدة "ديوان المظالم"، والقاضي برد دعوى مستشفى عرفان التي رفعها ضد وزارة الصحة متظلما من قرار إغلاق المستشفى، على خلفية خطأ طبي أودى بحياة الطفل صلاح الدين يوسف عبداللطيف جميل على يد طبيب هارب. وعلمت "الوطن" من مصادر مطلعة، أن محكمة الاستئناف، أعادت أمس، الحكم إلى ديوان المظالم، مطالبة بإعادة النظر في الدعوى التي رفعها "عرفان" ضد قرار الإغلاق، الذي اتخذته "الصحة"، والقاضي بإغلاق المستشفى، وذلك استنادا إلى لائحة الاعتراض التى تقدم بها مدير المستشفى الدكتور محمد عرفان إلى محكمة الاستئناف الإدارية بمنطقة مكةالمكرمة، ضد حكم المحكمة الإدارية القاضي برفض دعواه المقدمة ضد وزارة الصحة. وقالت إن "عرفان" طالب في دعواه بإبطال قرار إغلاق المستشفى بعد وفاة الطفل صلاح الدين في المستشفى على يد أحد الأطباء العاملين به، وأنه على ضوء الاعتراض المقدم تم النظر في القضية وأصدرت "الاستئناف" قرارها برفض الحكم الذي أصدرته المحكمة الإدارية. وكان الدكتور محمد عرفان قد تقدم بلائحة دعوى إلى المحكمة الإدارية بجدة طالب فيها بفتح المستشفى وتعويضه بمبلغ 25 مليون ريال نتيجة الأضرار التي لحقت به، فحددت له جلستين للنظر في دعواه والتي أصدرت على ضوءها حكما برفض الدعوى نهائيا مما دفعه إلى مواصلة الاستئناف للنظر بحكم الإدارية. وكان وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة قد أصدر قرارا بإغلاق المستشفى بناء على ما رفعته اللجنة المشكلة بالتحقيق في مقتل الطفل صلاح الدين وكذلك المخالفات الأخرى المتراكمة والتي ذهب ضحيتها أبرياء بينهم الطبيب الجهني وأشخاص آخرون آخرهم الطفلة رنيم الحداد التي توفيت قبل أيام بعد إغلاق المستشفى. وفي الوقت الذي أكدت فيه الشؤون الصحية بجدة، أنها تدخلت لإنقاذ حالة "الطفلة رنيم"، المتوفاة بخطأ طبي في مستشفى عرفان من خلال فريق طبي فور تدهور صحتها، يعتزم والد الطفلة رفع قضايا على وزارة الصحة، والشؤون الصحية بجدة، محملا إياهما مسؤولية إزهاق روح ابنته. وبينما أشارت صحة جدة في بيان لها أول من أمس حصلت "الوطن" على نسخة منه إلى أنها شكلت لجنتين كلفت الأولى بالتحقيق فيما حدث للمتوفاة من تدهور في حالتها الصحية قبل وفاتها، والثانية لمتابعة حالتها الصحية في فترة بقائها في مستشفى باقدو وعرفان. وأكد والد رنيم محمد يوسف الحداد في تصريح إلى "الوطن"، عدم وجود أي فريق طبي أشرف على حالة ابنته بشكل يومي، ولفت إلى أنه لم تزرها أي لجنة منذ رفضه نقلها إلى مستشفى الملك فهد العام بجدة، معللا رفضه بشعوره بعدم جدية النفع في ذلك. وألمح إلى أنه أبلغ الجهات المعنية بهروب الطبيب المسؤول عنها، ووثق هذا بخطاب أرسله سابقا إلى وزير الصحة، إلى أن تم إعادة الطبيب الهارب خارج المملكة رغم صدور قرار بمنعه من السفر من مدير الشؤون الصحية بجدة. وأفاد بأنه استقدم أكثر من فريق طبي؛ للكشف على ابنته داخل غرفة العناية الفائقة التي كانت ترقد فيها بمستشفى عرفان، مشيرا إلى أن أكثر من متابع لحالتها أفاد بأنها كانت تعاني من غيبوبة دماغية موقتة، وما زالت على قيد الحياة، مبينا أن ذلك يعارض ما حاول الطبيب (ن.ع) المسؤول عن حالتها إقناعه به بأنها ماتت دماغيا. وأضاف أن ابنته الراحلة كانت تتحرك وتميل برأسها جهة اليمين والشمال، مما يدلل على أنها كانت ما تزال تشعر بمن حولها.من جهتها، أشارت صحة جدة في بيانها، إلى أن اللجنة وعند أول تقييم للحالة، اتضح لها أن المريضة متوفاة دماغيا. وأضافت أنه بالرغم من ذلك تم حجز سرير للمتوفاة بقسم العناية المركزة في مستشفى الملك فهد بجدة، إلا أن والدها رفض إحالتها للمستشفى، إضافة إلى ذلك كانت اللجنة المكلفة بمتابعة المتوفاة تبلغ والدها بحالة ابنته الصحية يوميا.