تترقب منطقة عسير انتعاشة سياحية واقتصادية واجتماعية من خلال 6 مهرجانات في عدد من محافظاتها، وسط توقعات بعوائد تصل لملايين الريالات، وفرص عمل تصل للمئات، مع التأكيد على توفر دور الإيواء المناسبة، وتكامل الخدمات الأخرى. وتأتي تلك المهرجانات بموافقة واعتماد ورعاية من أمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد، بعد أن رفعت لجنة التنمية السياحية بالمنطقة ممثلة في أمينها العام المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار عبدالله بن مطاعن الخطة المتكاملة للموسم الشتوي والمهرجانات المختلفة، وبعد أن دعمت الهيئة تلك المهرجانات ماديا وأسهمت في وضع الأسس لها عمليا لتكون مهرجانات مميزة، وانطلاقا من رؤية 20/20 لأمير عسير والتي من ضمنها تحقيق السياحة المستدامة طوال العام. و"الوطن" بدورها رصدت كافة استعدادات الموسم الشتوي والمهرجانات المختلفة وعوائدها الاقتصادية والوظيفية وكافة الخدمات الأخرى في ثنايا السطور التالية: رجال ألمع.. تجربة مغايرة في رجال ألمع، تجربة مغايرة بإقامة 3 مهرجانات في أماكن متفرقة، سهلا وبحرا منها، وهي: مهرجان قرية رجال التراثية، مهرجان العسل بمركز الحبيل، مهرجان الروبيان بمركز الحريضة، الأول منها بدأ منذ غرة محرم، والثاني سيبدأ الأربعاء 6 صفر، بينما يجري الترتيب للثالث. ووفقا لمنظم المهرجانات بالمحافظة إبراهيم مسفر، فإن مهرجان القرية الذي يحمل مسمى (سياحة الثقافة والتراث) ينشد تفعيل المسمى الذي هو يعد هوية القرية، ويحتوي على برنامج يومي لزيارة المتحف والمسار السياحي، وبرنامج أسبوعي ضم جولات سياحية وعروضا شعبية وتراثية وتناول مأكولات شعبية بنظام البوفيه المفتوح انطلق منذ نهاية الأسبوع الماضي ومسامرات ثقافية بعنوان (قراءات في ثقافة الوطن أدبا وثقافة وفنون" بتنظيم لجنة النشاط الثقافي بالقرية في مجلس ألمع الثقافي واللقاء النصف شهري بتنظيم من لجنة نادي أبها الأدبي بالمحافظة. وتستعد القرية للمهرجان السنوي منتصف الفصل الثاني، وهو عبارة عن ملتقى لمجموعة من رموز الثقافة والأدب على مستوى المملكة، ويشتمل على جلسات عمل وعروض تراثية وفنية ومعرض لإصدارات أبناء ألمع. أما مهرجان العسل، فبين المنظم أنه سيشمل مزادا علنيا ل80 عارضا في الصالة الداخلية، خلاف العارضين خارجها والذين يصلون لضعف العدد داخل الصالة، مع برامج لفرع وزارة الزراعة كورش ودورات تدريبية تتعلق بالنحل والعسل، ناهيك عن فعاليات الملتقى الدعوي والثقافي المصاحب للمهرجان بتنظيم مكتب الدعوة والإرشاد بالمحافظة، وسباق مارثوني. وقال إبراهيم مسفر "إن مهرجان الروبيان ما زالت الترتيبات في طورها ولم يحدد موعد إقامته بعد"، مبينا أنه سيقدم أطباق الروبيان، بجانب الأنشطة المسائية والليالي التراثية ومسابقات الأسرة ومشاركة للتنمية الاجتماعية ودورة رياضية بمناسبة سلامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وعلى صعيد الاستعداد للموسم الشتوي بشكل عام، أبان محافظ المحافظة رئيس اللجنة الفرعية للتنمية السياحية سعيد بن مبارك فإن دور الإيواء في المحافظة بشكل عام تعد جيدة جدا، إلا أنها مقتصرة على "الشقق والأجنحة المفروشة"، مؤكدا تكامل الخدمات للسائح والزائر والمصطاف، لافتا إلى أنه لا توجد ميزانية مرصودة للمهرجانات، إذ تعتمد على الاستثمارات والتشغيل للمهرجان ذاته، متوقعا ارتفاع العائدات الاقتصادية، خصوصا أن مبيعات العام الماضي خلال موسم السدرة لمدة 45 يوما أكثر من 10 ملايين ريال، وفي المهرجان قرابة 3 ملايين ريال، كما هو الحال لفرص العمل، بعد أن كان العام الماضي شهد إتاحة 800 فرصة عمل لمهرجان العسل، رغم أنه بدأ ب80 فقط. الحريضة.. تنسيق ل"البحرية" في مركز الحريضة البحري أيضا، تجرى دراسات في الوقت الراهن لإقامة فعاليات مصاحبة للموسم الشتوي كالطيران الشراعي والدبابات البحرية بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار. وبحسب رئيس بلدية المركز سعيد الشهراني، فإنه سيتم الانتهاء من تدشين حديقة موقتة على الواجهة البحرية بحر الأسبوع الجاري بعمل ذاتي وجهود من البلدية والمجتمع المحلي، ريثما يتم الانتهاء من المشروع الكبير، إذ إن الحديقة عبارة عن مسطح أخضر بحوالي أكثر من 30 ألف متر مربع، تحوي ألعابا للأطفال وكراسي وممرات مشاة. وأبان أن الواجهة البحرية اعتادت على زوار بالآلاف، متمنيا زيادتها، ما ينعكس إيجابا على المركز، مؤكدا جودة دور الإيواء، في ظل وجود فندقين وعدد من الشقق والأجنحة المفروشة، مضيفا "سيتم العمل على استقطاب استثمارات جديدة في الفترة المقبلة". المجاردة.. ملتقى شتوي في المجاردة، ينطلق ملتقى المجاردة الشتوي في نسخته الرابعة 15 صفر المقبل، ويستمر لمدة شهرين، في وقت سيشهد فيه الملتقى إضافات رائعة كمهرجاني العسل والتسوق، وفعاليات الأسر المنتجة والليالي التراثية، بجانب نشاطات أخرى مصاحبة لمدة شهرين. وبحسب عضو اللجنة الفرعية للتنمية السياحية بمحافظة المجاردة بلقاسم ربيع، فإن اللجنة الفرعية خصصت ميزانية 200 ألف لإنجاح الملتقى، وسط توقعات من بلقاسم ذاته بأن يعود الملتقى والموسم الشتوي بشكل عام بعوائد اقتصادية جمة تقدر بالملايين الريالات، رافضا تحديد رقم معين، وذلك في ظل تنامي أعداد الزوار من المحافظات الأخرى بالمنطقة وخارجها، والاستعداد الكبير والترقب للانطلاقة. وأما العوائد الاقتصادية، فتوقع أنها ستكون للجميع في المحافظة من دور الإيواء والأسواق التجارية والشعبية وغيرها، مؤكدا أن المحافظة توجد بها مراكز إيواء من فنادق وشقق مميزة ومهيأة وتنافسية في السعر والخدمة، إلا أن "الشقق والأجنحة المفروشة تكاد تكون أكثر بعض الشيء". يأتي ذلك في وقت أن محفزات بدت على نجاح الموسم بشكل عام والملتقى بشكل خاص من خلال مجموعة من الطرق التي شقت في المحافظة حديثا وربطها بالقرى المحيطة، ناهيك عن أن "أهل المجاردة يمتاز بالمضياف ويرحبون بالسياح والزوار والمصطافين". محايل.. المهرجان الأكبر في محايل، يترقب أبناء المحافظة بشكل خاص والمنطقة بشكل عام انطلاقة مهرجان "محايل أدفا"، ابتداء من 4 ربيع الأول وحتى 20 ربيع الآخر على هامش إجازة الربيع، والذي يعد أكبر مهرجان شتوي بالمنطقة، يضم 73 فعالية، منها الدينية والثقافية والتراثية والرياضية وبرامج للأسرة والطفل. ووفقا لمحافظ المحافظة رئيس اللجنة الفرعية للتنمية السياحية محمد بن سبره فإن المهرجان في نسخته الجديدة يعد نقلة نوعية في كافة فعالياته لاسيما بعد تنفيذ أفكار جديدة ورؤى مستقبلية تخدم الإنسان والمكان، منها تدشين أكبر خيمة تسوق في المملكة، فضلا عن أنه سيوفر 40 فرصة عمل، بخلاف تسليم أكشاك بيع للشباب الذين يرغبون في العمل، ومحلات خاصة للشركة المنظمة داخل المهرجان بأجور رمزية، بينما سيتم تخصيص خيم داخل خيمة التسوق للأسر المنتجة لتسويق منتجهم وتعم الفائدة لهم. وأضاف المحافظ أن العائد الاقتصادي سيكون كبيرا ورائعا، ويعم كافة أفراد المجتمع وشرائحه من حيث الفرص الوظيفية التي ستشهدها المحافظة في تلك الفترة، والنشاط الاقتصادي في ظل الأعداد الكبيرة التي ستزور المحافظة. وعد دور الإيواء في المحافظة بالجيدة، في ظل توفر الفنادق والشقق والأجنحة المفروشة.