فتحت هيئة التحقيق والادعاء العام بمكة المكرمة، ممثلة في دائرة النفس أمس، تحقيقا موسعا مع الشاب الذي قتل مقيمين عصر أول من أمس، واحتمى بأحد المساجد، لمعرفة كافة الملابسات والأسباب التي دفعته للإقدام على هذا العمل، والوقوف على كافة التفاصيل للوصول إلى نتائج ملابسات الجريمة. وعلمت "الوطن" من مصادرها أن الجاني اعترف خلال التحقيق المبدئي معه من قبل الجهات الأمنية، بأنه قتل المقيم الأول كونه "يشرب الدخان" وهو محرم شرعا. أما الآخر فقتله كونه غير جدير بالأذان والإمامة في المسجد، وفقا لرؤيته. وأشارت المصادر إلى أن هيئة التحقيق والادعاء العام صادقت على أقواله، ووجهت بإحالته الى مستشفى الأمراض النفسية بمحافظة الطائف؛ لإجراء الكشف الطبي عليه، وإعداد تقرير مفصل عن حالته العقلية، ومدى أهليته للتكليف الشرعي ومسؤوليته الجنائية عن تصرفاته التي أقدم عليها؛ تمهيدا لإحالته الى المحكمة العامة لإصدار حكم بحقه، خاصة بعد إفادات شهود العيان من الجيران، الذين أكدوا أن الجاني يعاني من اعتلالات نفسية، ويقدم على العديد من التصرفات التي لا يعي خطورتها. من جهته، أكد المحامي والمستشار القانوني محمد بن نهار، أنه إذا ثبت من الكشف الطبي الذي سيتم من قبل مستشفى الأمراض النفسية، أن الجاني يعاني من اعتلالات نفسية لا يستطيع معها أن يعقل حجم تصرفاته التي يقوم بها، وأنه ساقط التكليف، فإن ذويه وعائلته ملزمون بدفع الدية لذوي المتوفيين. وأشار إلى أنه في هذه الحالة لا يتم تنفيذ الحد الشرعي فيه؛ لأنه حينما أقدم على جريمة القتل لم يكن بكامل قواه العقلية، مشددا على أهمية الاهتمام بالمرضى النفسيين، وعدم تركهم يشكلون خطرا على حياة الناس.