يسعى مقاتلو المعارضة لإعادة هيكلة قيادتهم على مستوى البلاد أملا في الحصول على تمويل أجنبي. وكان التفاوض حول الاتفاقات النهائية بشأن الهيكل الجديد للقيادة لم يزل جاريا مساء أول من أمس في اجتماع سري بتركيا جمع بين وحدات مختلفة من المعارضة طالما شهدت انقسامات عميقة وتناحرات تحول دون التنسيق فيما بينها. وقال عبادة الأغا الذي يمثل "كتائب الصحابة" في دمشق إن الهدف هو وضع جماعات المعارضة على مسار يؤدي إلى تشكيل قوة موحدة، مضيفا أن الأولوية تتمثل الآن في تشكيل قيادة منظمة يتبعها جميع مقاتلي المعارضة. غير أن غياب "جبهة النصرة" عن الاجتماع يهدد بتقويض هذا المشروع. ورغم أن عدد مقاتليها ضئيل نسبيا بالمقارنة مع غيرها إلا أنها واحدة من أكثر القوى فعالية على الأرض، وتتمتع بنفوذ متزايد بين مقاتلي المعارضة على مستوى القاعدة. وطالبت القوى الأجنبية بتسلسل قيادي قبل أن تدعم مقاتلي المعارضة. وتشعر هذه القوى بقلق متزايد إزاء تمويل المعارضة بسبب وجود إسلاميين متشددين، بالإضافة إلى مخاوف بشأن انعدام الانضباط بشكل خطير. وقال مصدر من مقاتلي المعارضة خلال الاجتماع إن معظم جماعات المعارضة شاركت في المفاوضات رغم أنه لم يقدم معلومات مفصلة بشأن الحاضرين. وحاولت جبهة النصرة بالفعل تعطيل تقدم الائتلاف الوطني السوري المعترف به دوليا، الذي يشرف على المحادثات الخاصة بالتشكيل الجديد لمقاتلي المعارضة. وقال مصدر من المعارضة إن الهيكل الجديد سيتشكل على الأرجح من أربع "جبهات" يقود كل منها ضابط منشق عن قوات الأسد بمساعدة قيادي معارض من المقاتلين المدنيين الذين يشكلون معظم قوات المعارضة. وسيكون هناك أيضا رئيس للأركان، غير أن المصدر قال إنه لا يزال هناك نقاش حول الشخصية التي سيتم اختيارها لقيادة مقاتلي المعارضة. علاوة على ذلك سيتم انتخاب عدد من الممثلين لكل "جبهة" ليعملوا قادة محليين ضمن تسلسل القيادة. وقال الأغا إن المعارضة اتفقت على الهيكلية بصورة عامة على ما يبدو، مشيرا إلى أن نقطة الخلاف تكمن دائما في المرشحين للمناصب ونوع التمثيل في كل منطقة. وفشلت عدة محاولات سابقة لتشكيل قيادة للمعارضين. وعجز قادة الجيش الحر عن كسب ولاء الكثير من وحدات المعارضة، نظرا لبقاء ضباطه في تركيا واتهامهم بتمويل جماعات المعارضة المفضلة لديهم. وحققت القيادة المشتركة للمجالس العسكرية - التي حظيت بالدعم أو التعاون من وحدات كثيرة لمقاتلي المعارضة على الأرض نجاحا أكبر قليلا بفضل قدرتها على توفير بعض الأسلحة بل ورواتب ضئيلة للمشاركين فيها.