نعت الدراما السورية أمس، أحد أعمدتها وأبرز نجومها المخضرمين، الفنان طلحت حمدي، إثر إصابته بنوبة قلبية حادة. وعرف عن حمدي الذي اشتهر بلقب (الآغا) بالوسط الفني، أنه متمرد منذ نعومة أظفاره على العقلية التي قامت عليها دولة البعث، كما يعرف أنه كان ضد أساليب القتل والتصفية الممنهجة التي تتخذ بحق شعب أعزل. ولد (الآغا) في عام (1941) وكان من رواد مقهى الروضة الدمشقي، وهو من نجوم دراما (الأبيض والأسود)، كما أنه حمل نجوميته لزمن (الملون)، وكان واحدا من نجوم الدراما السورية المعاصرة بأدوار خاصة لا يمكن لأحد سواه إجادتها بالطريقة المتقنة. قبل ذلك كان واحدا ممن أسهموا في إغناء الحركة المسرحية، من خلال إعادة إطلاقه منتصف القرن الماضي لفرقة العهد الجديد، وتأسيسه للمسرح الطليعي، ومشاركته فرقة الفنان محمود جبر، كذلك كان أول المنتمين لفرقة المسرح القومي التي تأسست سنة 1960. لعب بطولة مسرحيات المسرح القومي، وعوقب لأكثر من مرة بسبب اعتراضه على بيروقراطية المؤسسات الرسمية، حتى استقالته من المسرح القومي على إثر اعتراضه ذات مرة على أجره الذي لم يتجاوز 40 ليرة، ومخاطبته لوزير الإعلام السوري يومها: "على الأقل ادفعوا للممثلين أكثر من الحمار الذي تستأجرونه في العمل نفسه!". مع انطلاق التلفزيون كان حمدي واحدا من أبرز نجومه في سبعينات القرن الماضي، وبدأ في مسلسل ساري لعلاء الدين كوكش، ثم حقق نجومية ساطعة بأكثر من عمل كرس حالة متابعة جماهيرية وشعبية خاصة، مثل الهراس في عمل يحمل نفس الاسم، والرماح في غضب الصحراء، والأستاذ موفق في دائرة النار، ثم حاز على قبول واسع عندما أدى دور شوكت القناديلي في السلسلة الشامية حمام القيشاني، إضافة إلى لعبه أدوار بطولة في أنا القدس وكليوبترا وتوق وبيت جدي والشبيهة. على جانب آخر كان لطلحت حمدي تجربة خاصة مع الإنتاج والإخراج فقد أسس شركته الخاصة، وأخرج حوالي عشرة مسلسلات، منح فيها فرصا هامة لعدد من وجوه الدراما السورية من بينهم مرح جبر وشقيقتها ليلى.