تترقب الأوساط الثقافية في باريس تعيين الخارجية الفرنسية رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لمعهد العالم العربي في باريس، والذي من المفترض أن يتم الإفصاح عن اسمه بشكل نهائي خلال ديسمبر الحالي، وسط تسرب بعض أسماء المرشحين وفي مقدمتها جاك لانج وجاك آياجون وكلاهما وزير ثقافة أسبق، غير أن ما يطرح بعض التساؤلات هو وجود اسم السيدة سيجولين رويال على قائمة الأسماء المرشحة، حيث إنه لم يعرف عنها يوما أي علاقة لها بالعمل الثقافي، إضافة إلى عدم توافر الخبرة الكافية لها بشؤون الوطن العربي. وفور الإعلان عن هذه الأسماء وغيرها، بادر بعض المعنيين بالقول إنه إذا ما تم تعيين رويال في هذا المنصب فما هو إلا محاولة ترضية لها بعد العديد من الهزائم المتتالية التي منيت بها في العمل السياسي، سواء على المستوى الرئاسي أو الحزب أو البرلماني أخيرا. من جهتها لم تعقب سجولين على اللغط الدائر حول ترشيحها لتكون على قمة معهد العالم العربي في باريس، واكتفت بقولها إن هذا الخبر تم تناقله ولكنه ليس واردا. أما المؤيدون لترشيح سيجولين لهذا المنصب فيرون بأن الترشيح لا يحمل أي شيء من الغرابة بالقياس إلى الشخصيات التي ترأست المعهد من قبل، فهناك إدغجار بيزاني الذي كان عضوا في مجلس الشيوخ، ثم نائبا في البرلمان ثم عضوا في المفوضية الأوروبية قبل أن يعينه الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران في 1988 رئيسا لمعهد العالم العربي. كما أن هناك كاميه كابانا الذي تسلم رئاسة المنصب في 1996 كان قد تقلد العديد من المناصب الوزارية، وأنه دائما ما يقال، بحسب المؤيدين، أن نقص الخبرة في المجال الثقافي لم تعرقل يوما شؤون المعهد، خصوصا وأن البعد الدبلوماسي هو ما يهيمن على مهام رئيس المعهد الذي يكون حاضرا إلى جانب رئيس الجمهورية عند استقباله لزعماء وشخصيات عربية، ويرافقه في زياراته الدبلوماسية لأحد بلدان الجامعة العربية. يذكر بأن معهد العالم العربي هو مؤسسة خاضعة للقانون الفرنسي وجميع أهدافه ثقافية، وأطلق فكرته الرئيس الفرنسي الأسبق جيسكار ديستان. ويجمع المعهد فرنسا و22 بلدا عربيا، وتمول الخارجية الفرنسية النصيب الخاص بفرنسا في المعهد. وتنص نظم المعهد على أن تتولى رئاسته شخصية فرنسية، بينما تديره شخصية عربية، وهو المنصب الذي تشغله حاليا السعودية الدكتورة منى عابد خزندار.