تسارعت وتيرة الأحداث حيال توقف العمل بمنشأة نادي أبها الرياضي خلال الساعات الماضية، وكشف أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل ل"الوطن" أمس، أنه تلقى خطابا من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بن فهد، طالبا فيه بسرعة استخراج رخصة البناء، مؤكدا أن ذلك ما سيتم خلال أيام قليلة، معتبرا "الخطاب تبرئة لساحة الأمانة وصحة موقفها". وأكد أن الأمانة لم تقدم على إيقاف المشروع إلا بعد مضي شهرين، مبينا أنه لم يكن يتمنى ذلك، إلا أنه في الوقت ذاته لن تسمح لقيام مشروع دون رخصة. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن تصريحات رئيس النادي سعد الأحمري، التي تصدى فيها لموضوع المنشأة، لا زالت تلقى ردود أفعال كبيرة، وسط بوادر أزمة جديدة لاحت في الأفق مع تردد أنباء عن وجود مخططات على الاستيلاء على الجزء المتبقي من أرض النادي. من جهته، أوضح رئيس النادي السابق مصطفى بن عبدالله بن عزيز، أن لجنة أهالي المنطقة وعدد من شخصياتها وأعيانها البارزين سيتدخلون في الأمر، وسيرفعون خطابا إلى لجنة مكافحة الفساد "نزاهة" لمتابعة الأمر وملابساته، ومناشدة الرئاسة العامة لرعاية الشباب بتسويرها. وأضاف "من المؤسف أن يكون هناك من يفكر أصلا في مثل هذه الأفكار، والوقوف ضد مشاريع الدولة، ومكتسبات أندية الوطن التي هي في الأصل مقر وموقع لكل شبابنا وكل رياضيينا، ومن شأن مثل هذا المقر أن يمثل مناسبة خصبة ل"نزاهة" التي أدعوها هنا وباسم جميع أهالي المدينة ومحبي النادي إلى فتح ملف عاجل لهذا المقر، لأن مثل هذا التصرف وقوف بالتالي ضد مكتسبات ومشاريع المواطن، التي حرصت الدولة على إيجادها له بملايين الريالات". ووجه انتقادا للأمانة، وقال "المقاول أنهى معظم الأساسات للمنشأة، والإيقاف من الأمانة بحجة أن المساحة الغربية من الأرض قد تكون غير واضحة للبلدية، حسبما وردنا وأن هذا المشروع التنموي الحيوي كان يجب عدم إيقافه مهما كانت الأسباب، وكان يمكن حل أي خلاف مع رعاية الشباب باجتماعات متوالية للوصول إلى حلول وسط، ثم كيف يتم إيقاف العمل في المشروع والموقع الذي يعمل عليه ليس عليه أي خلاف، لأن الصك الصادر في 4/6/1412 يحوي 95400 ألف متر تقريبا والمخططات والتصاميم قدمت للأمانة منذ أكثر من عام، وهناك موافقة من الأمانة على ذلك". وأضاف "قد لا يعلم الأمين الحالي أن هناك اتفاقات سابقة التزمت الأمانة بها عندما تم نقل النادي من مقره وتسليمه إلى النادي الأدبي، ولم توف بها ومنها تجهيز الملعب الذي يشغله الآن الساحة الشعبية، وأن يكون تحت تصرف النادي حتى يتم تجهيز منشآته، ثم بعد ذلك تم إعطاء النادي الأرض التي عليها الآن مسجد العيد، ولكن أيضا تم سحبها منها، وكانت المنشآت ستنزل عليها، أي أن عملية منشآت النادي قد مرت بمراحل صعبة، وظلم فيها النادي مرات عديدة". واختتم "ثقتي كبيرة في أمين منطقة عسير والمجلس البلدي بإعطاء أهمية كبيرة لمثل هذا المشروع والتصريح العاجل لاستمرار المقاول بالعمل، وأكثر من ذلك إنني أطالبهم بالنظر في زيادة أي مساحة ممكنة إلى أرض النادي؛ لأن ذلك سيخدم إدارة النادي في الاستثمار مستقبلا، إذ علمت من مكتب رعاية الشباب، بأنهم سيطلبون من الأمانة بإنفاذ الشارع الغربي إلى أن يلتقي مع الشارع الشمالي، بحيث تقوم رعاية الشباب بتسوير كامل الأرض بما في ذلك الأرض الفضاء التي غرب هذا الشارع، حيث إنها ضمن الصك؛ وذلك حفاظا على ما بقي من الأرض، ولا نخفي سرا من خوفنا أن يتم تسليمها بطريقة أو بأخرى لأي شخص أو جهة وحرمان النادي منها، لا سيما أن المشروع كان بمبلغ حوالي ثمانين مليونا ثم تم تخفيضه إلى حوالي خمسين مليونا و لا يشمل إلا جزءا من الأرض، ولا ندري عن مبررات رعاية الشباب في ذلك". من جهته، قال لاعب النادي السابق علي موسى هشلول، إن دعوة "نزاهة" للوقوف على سيناريو المشروع وباقي أرض النادي، ليس إلا إتجاها واحدا من ضمن عدد من الاتجاهات التي يجب العمل عليها من قبل الأهالي، ومن قبل أعضاء شرف النادي الذين يحملهم المجتمع وجماهير النادي أمانة الحفاظ على باقي الأرض، التي هي حق مكتسب للنادي وأبنائه في سبيل استثمارها مستقبلا للارتقاء به وانتشاله من موقعه الحالي، مضيفا" أن مثل هذه الأنباء التي تقول، إن الأمانة تقف ضد تنفيذ المشروع تستدعي تدخل المسؤولين في عسير لمتابعة مدى صحة ما حدث ويدور، وأن تسأل جميع الجهات ذات العلاقة عن الأمر؛ لإيقاف كل الأطراف عند حدودهم، وتذكير من فاته منهم بأن هذا مشروع لأبناء الوطن، ولا يملك البعض أيا كان إيقافه". في المقابل، دعم أمين المنطقة تحرك الأهالي للحفاظ على أرض النادي، مبديا تأييده لأي خطوة في ذات الاتجاه.