رغم بعد المسافة إلا أن ذلك لم يمنع الدارسين في الخارج من اصطحاب القهوة العربية معهم، رغم صعوبة الحصول عليها في بعض البلدان، فيما ينعدم وجودها في بلدان أخرى، ويبدو أنه أصبح من الضروري وجود القهوة العربية في معظم منازل المبتعثين السعوديين بأستراليا. وتختلف أسباب العشق للقهوة العربية بين الطلاب، فمنهم من تعني له وسيلة لتعديل المزاج، وآخرون لا تحلو لهم المذاكرة إلا بوجودها، فيما يعتبر الآخرون وجودها شكليا، في الوقت الذي تنوعت الطرق في جلبها سواء من المملكة، أو من داخل أستراليا. حول ذلك قال المبتعث بجامعة كيرتن في ولاية غرب أستراليا متعب سعود البحيثي ل"الوطن" إنه لم يواجه أي صعوبات تذكر في جلب القهوة العربية من السعودية إلى أستراليا، حيث يقوم بشراء كمية كبيرة أثناء تواجده لقضاء الإجازة، ومن ثم يقوم بتطبيق شروط خاصة لشحنها، وذلك بتغليف البن حراريا، كما يلزم وجود تاريخ صلاحية معين وواضح. وأضاف متعب أنه يفضل البن الخولاني اليمني عالي الجودة، وهو ما يكسب القهوة طعما فريدا عن غيرها من أنواع البن المتوفرة سواء في الأسواق السعودية، أو الأسترالية، مشيرا إلى أن اجتماعات المبتعثين سواء بالنادي السعودي، أو الاجتماعات الخاصة لا تخلو من وجود القهوة العربية، إلى جانب التمر. وقال البحيثي إن الطلاب يقومون في نهاية كل فصل دراسي بإحضار ما تتميز به بلادهم من أطعمة، ووضعها على طاولات داخل فصول الدراسة، وعندما يتذوقون القهوة العربية يسألون عن مكوناتها وكيفية تحضيرها. من جانبه قال عبدالرحمن عبدالله، مبتعث بجامعة ECU ، إنه يشتري قهوته من أسواق عربية بمدينة بيرث، حيث توفر تلك الأسواق القهوة بأنواعها وبأسعار توازي الموجودة بالسعودية. ولم ينف عبدالرحمن وجود اختلاف طفيف في جودة الطعم، حيث تتفوق القهوة التي تجلب من السعودية بطعمها على تلك الموجودة بأستراليا. إلى ذلك قال المبتعث محمد المطيري، وهو أعزب ويبلغ من العمر 20 عاما ويقيم لدى عائلة نيوزيلندية، إنه يفضل تحضير القهوة العربية مساء كل يوم، وما دفعه للقيام بذلك هو حنينه للمملكة وثقافتها التي لم يتخل عنها الكثير من المبتعثين. وأضاف أن أفرادا من العائلة التي يقيم لديها يشاركونه أحيانا تناول القهوة العربية، حيث أبدوا إعجابهم بها.