يحاول عدد من المبتعثين في أستراليا إضفاء الأجواء الشعبية السعودية التي كانوا يعيشونها قبل ابتعاثهم إلى حياتهم الجديدة المليئة بروتين العمل والدراسة، وذلك في سبيل تخفيف معاناة الغربة عليهم وأسرهم وتختلف تلك الممارسات من منطقة إلى منطقة أخرى بالسعودية كل بحسب عاداته وتقاليده كالأكلات الشعبية. الصدمة الثقافية لبلد الابتعاث تشكل أهم الأمور التي تؤثر على المبتعثين، ويقول المبتعث مبارك بن محمد القحطاني إلى "الوطن" إنه عانى وأسرته من الصدمة الثقافية حال وصولهم لأستراليا نظرا لاختلاف الثقافة جذريا عن ما هو موجود بالسعودية، مما جعله يصر على إيجاد مزيج من الأجواء الشعبية السعودية، حيث قام وبعض من زملائه بعمل لقاءات أسرية أسبوعية، وتتخلل تلك اللقاءات جلب بعض المأكولات الشعبية السعودية كالقهوة العربية، والتمر، والعريكة، وخبز البر، والسمن، والعسل. وأضاف أنه يقوم كل فترة زمنية محددة مسبقا من قبله باستقبال مكونات صنع تلك الوجبات من السعودية عن طريق أقاربه. من جهته قال المبتعث بجامعة كيرتن عثمان العثمان إنه عمل وزوجته على إيجاد مواد صنع أكلة الجريش والقرصان النجدية المنشأ، مشيرا إلى أنه وبعد عناء وبحث مستمرين استطاع العثور على المواد الأولية في تموينات عراقية بحي بنتلي، حيث يقوم من فترة لأخرى بجلب مكوناتها لمنزله ومن ثم تقوم زوجته بطهي الوجبة وتقديمها له وزملائه. وتحدث إبراهيم الفاهمي عن تجربته والسعوديين المجاورين له مع الأكلات الشعبية، حيث قال إنه يقوم بتجميع مبلغ خمسين دولارا من كل أسرة كل شهر, ليتم شراء كمية لحوم من مزرعة أغنام خارج المدينة تبيع اللحم الحلال ومن ثم يقوم هو وزملاؤه بطهي الكبدة وشواء ما تبقى من اللحم. وأضاف أن الهدف من تقديم تلك الوجبات لأسرهم إلى جانب لذتها هو محاولة منه وزملائه لإضفاء أجواء ذكريات عايشوها في السعودية قبل ابتعاثهم لاستكمال دراساتهم العليا.