تصاعدت وتيرة المعارك التي تشهدها عدد من أحياء العاصمة السورية وضواحيها، حيث قصفت الطائرات الحربية أمس ضاحية داريا جنوب غرب دمشق، مع تواصل المعارك العنيفة لليوم الثاني على التوالي عند مشارف المدينة. وقصفت طائرات الميج السورية داريا الواقعة وسط أراض زراعية قرب الطريق السريع الجنوبي، حيث يقاتل الثوار وحدات من الحرس الجمهوري انتشرت حول الضاحية التي تعد مركزا رئيسا للمعارضة. وتقول مصادر المعارضة، إن ألف شخص قتلوا في أغسطس الماضي خلال هجوم كبير لطرد مقاتلي الجيش الحر من داريا، بعد أن سيطروا على الضاحية، وشكلوا إدارة محلية وبدؤوا يهاجمون أهدافا موالية للأسد في دمشق. وأفاد أبو كنان وهو ناشط معارض ما زال موجودا في داريا في اتصال هاتفي "يبدو المشهد العسكري مختلفا عن أغسطس. النظام يدفع بالقوات تحت حماية المدفعية والطائرات، لكنها لم تتقدم حقا داخل داريا". وأضاف "في المرة السابقة قرر مقاتلو المعارضة الانسحاب بعد أن قتل قصف الجيش عددا كبيرا من المدنيين. ما زال هناك مدنيون في داريا لكن الأغلبية فرت والمقاتلون يتمسكون بمواقعهم". وقتل شخص وأصيب آخرون بجروح في سقوط قذيفة على حي أبو رمانة الراقي في شمال شرق دمشق. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أمس "استشهد مواطن وسقط عدد من الجرحى إثر سقوط قذيفة هاون على حي أبو رمانة بدمشق تبعها انتشار أمني كثيف في الحي". ويضم حي أبو رمانة مقار عدد من السفارات في العاصمة السورية، وهو قريب من مكاتب القصر الرئاسي. وهي المرة الأولى التي يتعرض فيها الحي للقصف. وكانت قذيفتان أصابتا أول من أمس مبنى وزارة الإعلام في غرب دمشق دون أن توقعا ضحايا. وأوضح شاهد أجنبي مقيم في العاصمة السورية، أن القذيفة سقطت في حديقة في حي أبو رمانة. وأضاف أنه بالإمكان رؤية الأثر الذي أحدثته في الأرض وآثار شظايا أصيبت بها سيارتا إسعاف كانتا متوقفتين في المكان. وتجدد القصف صباح أمس على أحياء دمشقالجنوبية، حيث سقطت قذائف على حي جوبر. وبعد أشهر من التقدم البطيء الذي شابه سوء التنظيم، ونقص الإمدادات استولى مقاتلو المعارضة على عدة مواقع للجيش عند مشارف دمشق وفي المناطق النائية في الأسابيع القليلة الماضية، ومن بينها قاعدة للقوات الخاصة قرب مدينة حلب، وموقع للدفاع الجوي قرب البوابة الجنوبية للعاصمة، حسبما قاله ناشطون ودبلوماسيون يتابعون الموقف العسكري. إلى ذلك لجأ أربعة ضباط سوريين إلى تركيا بعد انشقاقهم عن الجيش. وذكرت وكالة أنباء "الأناضول" التركية أن عقيدين ومقدّمين سوريين وصلوا مع عائلاتهم إلى قرية طوبراق طوتان التابعة لقضاء يايلاداغي بولاية هاتاي التركية مقابل منطقة كسب، في محافظة اللاذقية السورية. وقامت السلطات التركية بتسجيلهم وإجراء المعاملات اللازمة، ونقلهم تحت إجراءات أمنية مشددة إلى مخيم آبايدين المخصص للاجئين العسكريين.