استجاب رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي للدعوات الأميركية لإنهاء التوتر بين بغداد وإقليم كردستان فأبدى استعداده لسحب وحدات من الجيش وتشكيل قوة مشتركة لحماية المناطق المتنازع عليها، بحسب النائب عن التحالف الكردستاني آلاء طالباني، مؤكدة أن رئيس الوزراء كلف نائبه روز نوري شاويس بإيصال رسالة للمسؤولين الكرد تتضمن حلولا للأزمة. وكان الوزراء الكرد في الحكومة الاتحادية قد اقترحوا، خلال جلسة مجلس الوزراء أمس على المالكي تشكيل قوة مشتركة من البيشمركة والجيش العراقي لحماية المناطق المتنازع عليها. وأضافت طالباني "المالكي سلم نائبه روز نوري شاويس رسالة يحملها إلى رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني تتضمن حلولا للأزمة وإعادة التفاوض بين الجانبين. وطبقا لمصادر مطلعة فإن السفير الأميركي في بغداد بذل جهودا مكثفة خلال الأيام الماضية وأجرى اتصالات مع المسؤولين والقادة السياسيين في بغداد وأربيل، على خلفية التصعيد الأخير بين الحكومة الاتحادية والإقليم بسبب تشكيل قوات دجلة وإعطاء أوامر لها بالتحرك نحو محافظة كركوك. وفي اجتماع عقد في أربيل الثلاثاء الماضي جمع الطالباني والبارزاني، تم خلاله رفض تحركات الجيش العراقي في المناطق المتنازع عليها، فيما طالب التحالف الوطني الذي يقود الحكومة بوقفها واعتماد الحوار لحل الأزمة بين الطرفين. ويرى المحلل السياسي محمد الزبيدي أن إنهاء التوتير بين بغداد وأربيل جاء نتيجة إذعان المالكي للضغوط الأميركية. وقال "كانت القوات الأميركية المسؤولة عن حفظ الأمن في المناطق المتنازع عليها بمشاركة وحدات من الجيش العراقي وحرس الإقليم" من جانبه حمل زعيم القائمة العراقية إياد علاوي المالكي مسؤولية استمرار الأزمة السياسية في البلاد " لتخليه عن مبدأ الشراكة في إدارة البلاد "، معربا عن اعتقاده بأن البلاد لن تشهد استقرارا أمنيا وسياسيا بفعل ممارسات المالكي "المتوجه نحو الاستفراد بالسلطة "، محذرا في الوقت نفسه من تدويل الأزمة بين عمليات دجلة وحرس الإقليم وفتح الباب أمام تدخل عسكري خارجي.