قال مديرون تنفيذيون أمس، إن شركات التكرير الصينية انتهت من وضع اللمسات الأخيرة على الصفقات السنوية لإمدادات النفط الخام للعام المقبل مع الكويت عضو منظمة أوبك، مع الإبقاء على مستويات الإمدادات دون تغيير عن العام الحالي، لكن شركة واحدة على الأقل وافقت على شراء المزيد من الخام من السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم. ويعتبر معظم مصدري النفط الصين من بين أكبر عملائهم، إذ قادت بكين نمو الطلب العالمي على النفط خلال معظم السنوات العشر الأخيرة، حيث عزز نموها الاقتصادي الكبير معدلات الاستهلاك. ومن المتوقع أن ترتفع طاقة التكرير الصينية بواقع مليون برميل يوميا هذا العام في إطار خطة لتعزيز الطاقة الإنتاجية بواقع الثلث بين 2011 و2015. والصين أكبر مشتر للنفط الإيراني. ويراقب التجار أي مؤشرات على تقليص الصين بصورة أكبر لاعتمادها على الخام الإيراني، إذ تصعب العقوبات الغربية إبرام الصفقات مع الجمهورية الإسلامية. وسترفع شركة تجارة النفط الصينية تشاينا أويل مشترياتها من الخام السعودي في عقود عام 2013 إلى نحو 160 ألف برميل يوميا بزيادة بنحو الثلث أو 40 ألف برميل مقارنة مع 2012. وقال تاجر آخر إن شركة سينوكيم التابعة للدولة ستبقي على مشترياتها من الخام السعودي في 2013 دون تغيير عن مستويات 2012 عند نحو 50 ألف برميل يوميا. وستبقي الصين على وارداتها من الكويت عند نحو 250 ألف برميل يوميا، ويوازي الرقم نحو 5% من إجمالي واردات الخام الصينية. والصين هي ثالث أكبر مشتر للخام الكويتي بعد كوريا الجنوبية والهند، إذ تشتري 8 %من إنتاج الدولة الخليجية سنويا. وقال مدير تنفيذي مطلع على اتفاق الإمدادات "لم تسع الكويت حقا إلى تعزيز مبيعاتها إلى الصين، لأن إنتاجها النفطي لا يزال عند نحو 3.1 ملايين برميل يوميا". وقال رئيس مؤسسة البترول الكويتية التي تديرها الدولة إنه في غياب طلبيات إضافية من المشترين الأوروبيين لا تعتزم الكويت زيادة طاقتها الإنتاجية من نحو 3.1 ملايين برميل إلى 3.2 ملايين في الأجل القصير. وقال المدير التنفيذي الصيني الذي طلب عدم نشر اسمه إنه مع زيادة طاقة المصافي الصينية من المتوقع أن تزيد مشتريات بكين من الخام الكويتي بصورة كبيرة في 2014-2015. وذكر مدير تنفيذي في شركة سوناطراك الجزائرية أن الصين اختتمت محادثات مع الجزائر بخصوص واردات 2013 لتبقي الإمدادات دون تغيير عند نحو شحنة واحدة كبيرة شهريا. مع ذلك لا تزال سوناطراك تأمل في بيع المزيد من خامها الخفيف الخالي من الكبريت بما يتيح للمصافي الصينية خلطه بالأنواع الثقيلة التي تشتريها من الشرق الأوسط. وقال المدير التنفيذي في "سوناطراك "، "سوناطراك مورد صغير مقارنة مع الآخرين، إذ إن معظم النفط الجزائري خفيف وخال من الكبريت، لكن بما أن الصين تعزز كميات الأنواع الثقيلة التي تحتوي على الكبريت فسيحتاجون إلى المزيد من الخام الخفيف لخلطه بها".