يو بي آي، رويترز - توقع خبراء مشاركون في مؤتمر «يوروماني» في الرياض أمس، أن يصل سعر برميل النفط إلى ما بين 150 و175 دولاراً للبرميل في المستقبل، مع الأخذ في الاعتبار الأخطار السياسية والأسواق الجديدة الناشئة وتنامي الطلب فيها. وأكد كبير مستشاري «الشركة العربية للاستثمارات البترولية»، علي عيسوي، أن بلوغ سعر برميل النفط هذا المستوى ليس مستبعداً نظراً إلى العوامل الحالية. ورأى الرئيس التنفيذي لشركة «بتروليوم بوليسي انتلجنس»، بيل فارن برايس، أن الأخطار والتوجهات الحالية في السوق الدولية النفطية قد تساهم في ارتفاع الأسعار بشدة في الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن سعر 120 دولاراً للبرميل قد يكون جيداً مستقبلاً. وتوقع كبير الاقتصاديين رئيس إدارة الأبحاث في «جدوى للاستثمار»، بول غامبل، أن تؤثر الأزمة المالية الأوروبية في أسعار النفط على المدى القصير، يضاف إليها تباطؤ أداء اقتصاد الصين، مشيراً إلى أن هذه الظروف مجتمعة ستجعل أسعار النفط قريبة من مئة دولار للبرميل على المدى القريب. أوروبا من جانب آخر، تواجه أوروبا معروضاً زائداً من خامات النفط العالية الجودة بعد مرور سنة على النقص الحاد الذي سببته الحرب في ليبيا، مع تراجع الطلب الأوروبي وخفض الولاياتالمتحدة وارداتها لتوافر مزيد من الإمدادات المحلية. وقال تاجر كبير في الخامات الخالية من الكبريت في أوروبا «تراجعت أسعار النفط وتحسنت هوامش التكرير لكن الصورة لا تزال قاتمة جداً بالنسبة لي، أواجه صعوبة في البيع في أوروبا وخفضت الولاياتالمتحدة المشتريات وأصبحت آسيا فقط هي التي تنقذنا من انخفاض أشد». يذكر أن تسعير خامات التسليم الحاضر يجري عن طريق تحديد هامش مقارنة بسعر خام «برنت» القياسي للأجل ذاته. وقد هبطت هذه الهوامش في الأسابيع الماضية إلى أدنى مستوياتها في سنوات. ويعزو التجار هذه الانخفاضات إلى أسباب منها عودة 1.3 مليون برميل يومياً من الخام الليبي إلى السوق وتراكم خامات غرب أفريقيا، إذ أن الولاياتالمتحدة أصبحت أكثر اعتماداً على إنتاج محلي جديد للخام الخالي من الكبريت. الكويت في الكويت، أفادت مصادر في قطاع النفط والغاز بأن زيادة الطلب المحلي ومشاكل في مصفاة، دفعت «مؤسسة البترول الكويتية» إلى تأجيل تحميل بعض شحنات زيت الغاز. ودفع التأجيل المؤسسة إلى إعادة جدولة شحنات أحد أكبر زبائنها، «شركة النفط الباكستانية»، التي تعاقدت لشراء نحو ثلاثة ملايين طن من زيت الغاز من المؤسسة في عام 2012. وقال تاجر: «أعادت مؤسسة البترول الكويتية جدولة بعض الشحنات لشركة النفط الباكستانية نتيجة بعض المشاكل في وحدات فرعية وأيضاً نتيجة إغلاق في ميناء الأحمدي». وأكد مصدر من المؤسسة التأجيل بسبب مشاكل في وحدات فرعية للمصفاة من دون ذكر تفاصيل. وقال: «الأمر الآن تحت السيطرة». وأكدت مصادر أخرى أن الطرفين انتهيا من تحديد سعر عقود زيت الغاز من تموز (يوليو) إلى كانون الأول (ديسمبر). من جانب آخر، تراجع النفط مع تنامي الآمال بالتوصل إلى صفقة بين إيران و «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» ما قلّص المخاوف من تعطل إمدادات النفط بينما نالت من الطلب مخاوف من أزمة الدين في منطقة اليورو وتباطؤ الاقتصاد الصيني. وانخفض مزيج «برنت» 1.39 دولار إلى 107.02 دولار للبرميل، كما نزل الخام الأميركي تسليم تموز 1.08 دولار إلى 90.77 دولار. وخسر «برنت» 12.9 في المئة الربع الجاري، وهو أكبر انخفاض منذ الربع الأخير من 2008. وأعلنت «منظمة الدول المصدّرة» (أوبك) أن سعر سلة خاماتها القياسية ارتفع إلى 106.16 دولار للبرميل أول من أمس من 105.93 دولار للبرميل.