عرفت الأولى عن نفسها قائلة "عملت باحثة زميلة في مشروع التكنولوجيا المعلوماتية في الخدمات الصحية البريطانية"، وأجابت أخرى: "أنا اختصاصية أبحاث إدارية بمعهد أبحاث Booz & Co"، لتظهر علامات الذهول على السائل الذي جاء محملا بمعلومات لا تمت للواقع بصلة. كانت تلك إجابات باحثات وطالبات دراسات عليا بكلية دار الحكمة بجدة، على تساؤلات رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، في اللقاء الذي جمعه الثلاثاء الماضي بالباحثات السعوديات في مقر الكلية بحضور السفير السعودي لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، وهو اللقاء الذي وصفته مسؤولات الكلية بأنه كان لقاء محرجا للسيد "كاميرون"، الذي واجه باحثات سردن عليه جودة جامعات وكليات بريطانيا، رغم عدم إلمامه الكافي بهذه التفاصيل. مسؤولات الكلية، أكدن أن كاميرون جاء يحمل صورة ذهنية خاطئة عن المرأة السعودية، وبدت على وجهه علامات الذهول والاستغراب، عندما واجه طالبات وباحثات تخرجن من جامعات بلده، ويفصلن له مدى جودتها، وتحقيقها للطموح العلمي، بل إن بعضهن حصلن على فرص وظيفية في تلك الجامعات، وشاركن في أبحاث علمية وطبية وإدارية لمصلحة بلاده. ووفقا لبيان أصدرته الكلية أمس، فإن رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون، اطلع على بعض المنجزات العلمية لطالبات كلية دار الحكمة، وذهل بما قدمنه من مشاريع وأبحاث علمية، ليؤكد لهن أن هذه الإنجازات عظيمة مفيدة، وستحقق أهدافها على مستوى العالم، مبديا إعجابه بهذه الإنجازات والنجاحات، واصفا دور المرأة السعودية البحثي ب"الرائد". من جهتها، أكدت الحاصلة على شهادتي الماجستير والدكتوراه من كلية لندن للاقتصاد LSE في النظم المعلوماتية والإبداع مريم علي، أن زيارة رئيس الوزراء البريطاني إلى الكلية تدعم مسيرة نجاحها العلمي والمهني، مشيرة أنها أنهت دراستها العليا بالمملكة المتحدة في كلية لندن للاقتصاد، وحصلت على فرصة عمل مميّزة كباحثة زميلة في مشروع التكنولوجيا المعلوماتية الخاص بالخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا. وأضافت الحاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة أكسفورد والتي تعمل حالياً اختصاصية أبحاث إدارية في معهد أبحاث Booz & Co في الشرق الأوسط الدكتورة مريم جمجوم، أن كل من يزور كلية دار الحكمة يكتشف تلك الخطوات التي خطتها الفتاة السعودية في مجالات العلم والمعرفة. وأكدت عميدة كلية دار الحكمة الدكتورة سهير القرشي أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اطلع على أبرز منجزات الطالبات، وفوجئ بالمستوى المتقدم لأبحاث المرأة السعودية ومشاركاتها العالمية. وأضافت أن الكلية تعتزم توسيع شراكاتها مع أبرز مؤسسات التعليم العالي في المملكة المتحدة في المستقبل القريب من أجل تحقيق أهدافها البعيدة المدى، موضحة أن كلية دار الحكمة تأسست في 1999 وهي مؤسسة خاصة غير ربحية وحاصلة على الاعتماد الوطني كمؤسسة تعليمية غير ربحية من قبل وزارة التعليم العالي في المملكة والهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي.