استضاف وزير الخارجية الفرنسي نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل على غداء عمل. إلا أن المؤتمر الصحفي الذي كان أعلن عن عقده في وقت سابق عقب الغداء ألغي "بسبب ضيق الوقت" كما أعلن الناطق باسم الخارجية برنار فاليرو. وقال الأخير إن وزير الخارجية الفرنسي كان مضطرا للتوجه إلى البرلمان الفرنسي لمناقشة مشروع قانون العلاقات الخارجية لفرنسا، بينما كان الوزير سعود الفيصل مرتبطا بمواعيد أخرى. وحرص الناطق باسم الخارجية على التشديد على عمق واهمية العلاقات الثنائية بين البلدين والتي وصفها بالمتينة والمتطورة والفعالة. وقال "إن تعاوننا مع السعودية يتناول عددا كبيرا ومتنوعا من المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. والدليل على هذا تدشين معرض في متحف اللوفر حول الكنوز الأثرية في المملكة العربية السعودية بعنوان "طرق السعودية, آثار وتاريخ في المملكة العربية السعودية" والذي سوف يدشنه وزير الخارجية نيابة عن العاهل السعودي". وتناولت محادثات الطرفين عددا من القضايا الإقليمية والدولية، وأبرزها ملف الشرق الأوسط وملفا إيران وأفغانستان. وأكدت الخارجية أن "وجهات النظر متقاربة وخاصة حول ضرورة إزالة التوتر في هذه المنطقة وتلك من العالم، بدءا بالشرق الأوسط. وأكد وزير الخارجية الفرنسي على أن الملك عبدالله "هو دائما على الرحب والسعة في فرنسا التي تأمل أن يحدد موعدا لزيارتها وبأقرب وقت ممكن". ووفقا لمصادر مطلعة، فقد طغت على هذه المحادثات، مسألة إرجاء زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز، سيما أن العديد من المراقبين أرجعوها إلى استياء المملكة من عدم إقدام باريس على تكذيب التصريحات التي نسبت إلى خادم الحرمين الشريفين خلال لقائه وزير الدفاع الفرنسي هيرفي موران، ومفادها أنه قال "إن هنا دولتين لا تستحقان الوجود وهما إسرائيل وإيران". وكانت وكالة الأنباء السعودية نقلت عن مسؤول كبير "نفي السعودية لهذه التصريحات" التي وردت على الموقع الإلكتروني لصحيفة "لو فيغارو " الفرنسية، بقلم الصحفي جورج مالبرونو. واكتفى مالبرونو بنقل النفي السعودي على موقع الصحيفة الإلكتروني . "ولم ترغب فرنسا في أن تعتبر إرجاء الزيارة حادثا دبلوماسيا" على حد تعبير مصادر مطلعة،وأكدت أن العلاقات الاقتصادية شهدت تحسنا بعد موافقة السعودية على المصادقة على اتفاق التعاون الاقتصادي في الحقل النووي بين البلدين. كما أن الكونسورتيوم الذي يضم شركة ألستون الفرنسية باتت في موقع متقدم قد يؤهله لانتزاع مشروع تنفيذ القطار السريع بين المدينة ومكة المكرمة بعد انسحاب المنافس الصيني الألماني.