تعتاد بعض المحلات التجارية تغيير واجهاتها الزجاجية مع تغيير الفصول الأربعة، إرضاء لزبائنها، ورغبة منها في تسويق منتجاتها، وفي المقابل تنال الأسعار جانبا من التغيير، ولكن تصاعديا عكس رغبة المشترين. ومع دخول فصل الشتاء يتوجه المشترون إلى المحلات لشراء ملابس هذا الفصل، ولكنهم يفاجؤون بالأسعار المرتفعة، وذلك يجعل شريحة كبيرة من ذوي الدخل المحدود تلجأ إلى المحلات الأقل سعرا، حتى وإن كان معنى ذلك التنازل عن جانب جودة هذه المنتجات، ودون الاهتمام بتفاصيل أخرى مثل جودة الأقمشة أو الخياطة. البعض لجأ إلى وسائل جديدة للجمع بين الجودة والسعر الأقل، من هذه الوسائل شراء المنتج في غير فصله. وهذا يضمن للمشتري شراء السلعة بسعر منافس. تقول أم فهد ل"الوطن" "أنا أرملة ليس لي مصدر وحيد للعيش سوى ولدي، وعند الذهاب لشراء كسوة الشتاء أهتم بشراء المقاسات الواسعة لتستمر معهم عدة سنوات، كما أهتم بالنوعية الجيدة، وليس بالضرورة أن تكون من المحلات الكبيرة، فهناك محلات ذائعة الصيت أسعارها متوسطة توفر لي ما أريده" مشيرة إلى أنها تبحث عن البضاعة الاقتصادية توفيرا للنقود. أما الطالبة بالمرحلة الثانوية عبير سعد فتقول "أحب متابعة الموضة حتى وإن اختلفت الفصول، ولا أتنازل عن الماركة المفضلة في الملابس، ولكن ما أدفعه بالمقابل يكون كثيرا مقارنة ببعض قريناتي اللائي يشترين من محلات عادية". وتضيف "أدفع الكثير مقابل الملابس، وأبدد ميزانية كبيرة جراء ذلك، وهذا سبب لي مشكلات مادية، لذلك أفكر في الذهاب لمحلات أخرى أقل سعرا، خاصة وأن ارتفاع الأسعار يزداد في التصاعد مع تدني الجودة". أما الأختان سهير وسعاد عبدالرحمن فلديهما مخططهما الخاص لشراء الملابس لأولادهما حسب قولهما، تقول سهير "نحرص على الشراء الذكي، بشراء ملابس الصيف في الشتاء والعكس، لأن ذلك يضمن وجود تخفيضات كبيرة على الملابس في كلا الفصلين، مثلا بدأنا من الآن في شراء ما نحتاجه لفصل الصيف المقبل، مع مراعاة القياس الأكبر، وهكذا نوفر على أنفسنا دفع مبالغ طائلة، وفي الوقت نفسه نتمسك بشراء الماركات المفضلة والمحببة لنا". "الوطن" ذهبت لأحد المحلات المعروفة للاستفهام عن تصاعد الأسعار سنويا، ويتحدث المسؤول عن الفرع محمد أحمد شارحا آلية البيع في المحل، قائلا "قبل بدء دخول أحد الفصول يتم استيراد ملابس مناسبة لارتدائها، وتختلف الأسعار حسب جودة النوعية وشكلها، والمسؤولون على الاستيراد يقومون باختيار القطع ذات الجودة العالية، والشكل المميز، مما يجعل محلاتهم تتميز بتلك القطع"، مشيرا إلى أن الأسعار تتحدد وفقا للمصدرين، وتكاليف الشحن وغيرها من الأسباب الاقتصادية البحتة. وأضاف "عند انتهاء الفصل نطرح باقي البضاعة للتخفيضات لتلافي تكرارها في العام المقبل، والكثير من الزبائن يحرص على شراء ملابس الصيف في بداية فصل الشتاء، والعكس صحيح، وذلك لضمان توفر متطلباتهم بأسعار منخفضة".