استشهد جنديان في حرس الحدود فجر أمس في كمين نصبه مسلحون لإحدى دوريات حرس الحدود في قطاع شرورة بمنطقة نجران، فيما تمكن رجال الأمن من توقيف المعتدين وهم 10 سعوديين ممن سبق توقيفهم وأطلقوا أخيرا، ومقيم يمني أثناء محاولتهم تجاوز الحدود إلى اليمن. وشبهت هذه الحادثة بحادثة حصلت قبل عام ونصف العام أقدم عليها أحد أصحاب الفكر الضال بالطريقة والأسلوب نفسيهما، وفي الوديعة ذاتها، وأدت إلى استشهاد ضابط وفرد من أفراد حرس الحدود. وأوضح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء مهندس منصور التركي في تصريح صحفي أمس، أن إحدى دوريات حرس الحدود في قطاع شرورة بمنطقة نجران تعرضت لكمين من قبل عدد من الأشخاص المسلحين بأسلحة رشاشة، وذلك عند الساعة الرابعة وخمسين دقيقة من فجر أمس، مما نتج عنه استشهاد الجندي أول فهد بن حسين فهد الحمندي، والجندي أول محمد بن حسن علي منيع، تغمدهما الله بواسع رحمته وتقبلهما من الشهداء. وقال: " بتوفيق من الله تعالى، تمكن رجال الأمن من متابعة هؤلاء المعتدين أثناء محاولتهم تجاوز الحدود السعودية إلى الأراضي اليمنية وتبادل إطلاق النار معهم والقبض عليهم وعددهم 11 شخصاً، بعد إصابة أربعة منهم بإصابات بليغة، عشرة منهم سعوديون إضافة إلى مقيم يمني الجنسية". وأشار إلى أنه بالتثبت الأولي من هوياتهم وسجلاتهم الجنائية اتضح أن جميع المقبوض عليهم من السعوديين هم ممن سبق أن أوقفوا لارتباطهم بجرائم وأنشطة الفئة الضالة وتم إطلاق سراحهم أخيرا. وأضاف التركي أن وزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد أن رجال الأمن لن يتهاونوا في أداء مهامهم وواجباتهم، وأن القضاء الشرعي هو الفيصل في مصير أولئك الذين تورطوا بأنشطة الفئة الضالة، وأن الأجهزة المختصة تبذل ما في وسعها للعمل على تصحيح مفاهيم من يتم إطلاق سراحهم أثناء استيفائهم للعقوبات المقررة شرعا، وتبقى المسؤولية الاجتماعية بعد ذلك على المحيطين بهم للتأكد من سلامة نهجهم وعدم تهديدهم لأمن وسلامة المجتمع، مع أهمية المبادرة بإبلاغ الجهات المختصة عن كل ما يثير الاشتباه. وقال التركي ل "الوطن" عن عودة المطلق سراحهم للفكر الضال: "إن التنظيم يسعى للتأثير الفكري، وعودة بعض المطلق سراحهم أمور محتملة وتراعيها الوزارة من خلال أعمالها"، وكشف أنه ضبط بحوزة المسلحين أسلحة رشاشة وثلاثة مسدسات وذخيرة وأسلحة بيضاء. حرس الحدود من جهته، أوضح الناطق الرسمي لقيادة حرس الحدود في المملكة العقيد سالم السلمي أن التحقيقات الأولية مع المقبوض عليهم أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنهم من أرباب السوابق الذين سبق تورطهم في عمليات للفئة الضالة، مشيرا إلى أن الحادثة مشابهة في الطريقة والمعتدين للعملية السابقة التي أحبطها رجال حرس الحدود في الوديعة. وقال السلمي في تصريح إلى "الوطن": عندما أطلقوا ضمن برنامج الأمير محمد بن نايف للمناصحة كان ذلك تحسبا لأن يعودوا إلى جادة الصواب ويصبحوا أفرادا صالحين. كما ثبت لدى الجهات الأمنية المختصة أن المقبوض عليهم كانوا مبيتين النية للغدر وإطلاق النار على دورية حرس الحدود وتستروا بكمائن طبيعية في جنح الظلام، وعندما اقتربت الدورية في عملها المعتاد باغتوها بإطلاق النار بصورة مكثفة حتى استشهد رجلا الأمن الحمندي ومنيع، ثم حاولوا الفرار وعندها حدث تبادل لإطلاق النيران لمدة نصف ساعة، مما أسفر عنه إصابة أربعة منهم والقبض عليهم جميعا. وأشار السلمي إلى أن المقبوض عليهم خططوا لقتل أفراد دورية حرس الحدود والاستيلاء على الدورية ومن ثم الفرار إلى خارج المملكة عبر الحدود السعودية اليمنية. وعما إذا كانت هناك تعزيزات إضافية لقيادة حرس الحدود في محافظة شرورة التي شهدت تكرارا للاعتداء على رجال حرس الحدود بالسيناريو نفسه، أكد السلمي أن رجال حرس الحدود يعملون على مدار الساعة للذود عن حدود الوطن، ودورياته تواصل مهامها على الشريط الحدودي بكل كفاءة واقتدار ويقظة مستمرة. وقال: "الجميع فيهم الخير والبركة. وهذه الحادثة لن تثني رجال حرس الحدود عن أداء مهامهم، ومن توفي فهو شهيد، ومن هم على قيد الحياة يخدمون دينهم ومليكهم ووطنهم. ونحن فخورون، لأنهم رمز التضحية. ولن يزيدنا هذا إلا إصرارا لمواصلة العطاء مهما كلفنا من تضحيات"، مؤكداً أن "جميع من تسبب في هذه الحادثة ألقي القبض عليهم، فيما نقلت الجهات الأمنية المصابين للعلاج في مستشفيات محافظة شرورة"، داعيا المولى عز وجل أن يتغمد شهيدي الواجب بواسع رحمته وأن يسكنهما فسيح جناته.
عادوا لغيهم أوضحت وزارة الداخلية أمس، أن التثبت الأولي من هويات المقبوض عليهم وسجلاتهم الجنائية اتضح أن جميع المقبوض عليهم من السعوديين هم ممن سبق أن أوقفوا لارتباطهم بجرائم وأنشطة الفئة الضالة وتم إطلاق سراحهم مؤخرا ، وذلك وفق التالي : • نهاض خالد عايض العتيبي أفرج عنه بتاريخ 5/8/1432 • محمد فرج سليمان العنزي أفرج عنه بتاريخ 1/10/1432 • خليل حسن يحيى الزهراني أفرج عنه بتاريخ 13/3/1433 . • بندر ذعار دعيج الحربي أفرج عنه بتاريخ 24/3/1433. • عبدالله سعد محمد آل معروف أفرج عنه بتاريخ الصيعري 19/5/1433. • محمد سالم عوض الصيعري أفرج عنه بتاريخ 26/6/1433. • فهد محمد حمود البكري الشهري أفرج عنه بتاريخ 30/6/1433 . • علي عبدالله صالح السلامة أفرج عنه بتاريخ 23/7/1433 . • عيسى عوض غازي العتيبي أفرج عنه بتاريخ 30/7/1433 . • خالد فيصل نافل العتيبي أفرج عنه بتاريخ 26/9/1433 . زوجة "المنيع" آخر من يعلم نجران: عبدالله النهدي لم يتم بعد إبلاغ "أم ميار" بخبر استشهاد زوجها حتى يتسنى لنا إعطاؤكم رقمها لتكلمها محررة "الوطن"، هكذا جاء رد عبدالله شقيق الشهيد الجندي أول محمد بن حسن علي منيع على "الوطن". وأوضح أن زوجة الشهيد وابنيها ميار (3 سنوات) وحسن (4 أشهر)، لمحافظة رجال ألمع ليتم إخبارهم بأمر استشهاد والدهم هناك. وأوضح أن شقيقه المولود عام 1406 التحق بحرس الحدود في عام 1428 بقطاع شرورة بعد الثانوية مباشرة، وقال: بعد سماعنا بالخبر توجهنا مباشرة لشرورة، ونشكر قيادة حرس الحدود في منطقة نجران وقيادة قطاع شرورة وزملاء الشهيد على حسن استقبالهم لنا، مؤكداً أن الدولة أعزها الله تستحق من أبنائها بذل أرواحهم في سبيل حمياتها. .. وزوجة الحمندي انهارت بعد تلقي النبأ نجران: عبدالله النهدي، سلمى الصالح 8 سنوات هي العمر المهني لرجل حرس الحدود فهد بن حسين بن فهد الحمندي الذي قتل فجر أمس بعدة طلقات نارية غادرة أثناء تأديته عمله. ويقول شقيقه حمود الذي يعمل في مركز تدريب حرس الحدود في جازان في اتصال مع "الوطن" أمس، إن أخاه البالغ من العمر 31 عاماً، له ابنتان "رونق"، سنتان ونصف السنة، و"رحين" 4 أشهر، والتحق بحرس الحدود بعد أن أتم دراسته الثانوية حباً في خدمة وطنه وحمايته، مشيراً إلى أنه كان هادئ الطبع يحب عمله بشكل كبير حتى إنه قضى عيد الأضحى المبارك على رأس العمل، داعياً الله أن يتقبله وأن ينزله منازل الشهداء. وأكد أن أخاه استشهد في ميادين الشرف، وأنه هو أيضاً مستعد للتضحية بحياته في سبيل حماية وطنه. "الوطن" اتصلت بزوجة الشهيد "أم رونق"، إلا أن جارتها التي ردت على المكالمة اعتذرت بأنها لا تستطيع الكلام، وأنها طريحة الفراش منذ أن نقل لها أهلها نبأ وفاة زوجها عبر اتصال هاتفي، واصفة حالتها بشبه المنهارة. من جهته، أكد رئيس مركز هيئة الوديعة الشيخ مبارك العطر البريكي، أن الشهيد الذي يسكن بجوار المركز منذ سنتين، كان يدرس في حلقات تحفيظ القرآن الكريم في أوقات متفاوتة، كما أنه كان يؤم المصلين في مسجد سعيد بن المسيب بالوديعة في حال غياب الإمام، كما أنه كان مؤذنا في حرس الحدود، مثنياً على أخلاق الشهيد. ولفت إلى أنه كان كثيراً ما يشاهده يأخذ بأيدي كبار السن ليعبر بهم الشارع وكان محبوبا من قبل سكان الوديعة، مؤكداً أنه ما إن سمع بنبأ استشهاد "جار مركز الهيئة" حتى أرسل زوجته لتقف بجانب زوجة الشهيد من باب الواجب ولعدم وجود أقارب لهم بالوديعة.
رئيس "السكينة": العائدون ل"القاعدة" قلة 20% من خريجي "المناصحة" رجعوا للفكر الضال الرياض: عبدالله فلاح، نايف الرشيد وصف رئيس حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية الشيخ عبد المنعم المشوح في اتصال مع "الوطن" أمس، ما حدث على الحدود من التربص بدورية أمنية والاعتداء عليها بأنه "أمر مخز ومشين"، مؤكداً أن ذلك من الغدر ومن قتل النفس التي حرم الله ومن الإفساد في الأرض. وأشار المشوح إلى أن نكوص المسلحين الذين تم ضبطهم أمس في عملية شرورة عن توبتهم "من الكبائر"، ولا سيما أن الدولة فتحت لهم المجال للتوبة والرجوع والعفو، مؤكدا أن "حادثة شرورة رسالة للذين يضغطون بشكل عشوائي وحماسي باتجاه إخراج الموقوفين، فالمسألة ليست مجالا للضغط أو المساومة، فلدينا قضاء ومحاكم شرعية، فليتهم يهتمون بالبناء بدل الإثارة والتشغيب". وأوضح المشوح أن "الحادثة لا تضر ببرنامج المناصحة"، قائلاً: "نحن في ميدان التوعية الفكرية، وندرك تماما أن هذا البرنامج الرائد أثر كثيرا في الفكر المتطرف، وقد تراجعت أعداد كبيرة، وهناك المزيد، وهو أسلوب شرعي حضاري وفق القائمين عليه، ونتائجه بدأت تظهر بشكل كبير على أرض الواقع، حتى إن "أفراد" الجماعات المتطرفة في تسجيلاتهم وبياناتهم يهاجمون المناصحة، وهذا يدل على قوتها وتأثيرها عليهم وعلى أتباعهم". وأوضح المشوح أن "العدد الذي انتكس أو كذب أصلا في تراجعه يعتبر قليلا جدا ولا يشكل نسبة خطيرة، بل هذا أمر طبيعي في أي برنامج رعاية فكرية، ومن الصعب قياس مصداقية تغيّر الأفكار.. صحيح هناك مؤشرات وعلامات لكن قياسها ليس كقياس العوارض الحسيّة". واعتبر المشوح أن "تحميل المسؤولية لجهة واحدة خطأ استراتيجي، وقد نجحت السعودية في جعل مواجهة الإرهاب مهمة الجميع، لذلك لا بد من دراسة البرامج والمشاريع التي طرحتها الجهات ذات العلاقة والإفادة منها على أرض الواقع ودعمها بما تحتاجه للتطوير، ففي هذه المرحلة ومع الانتشار الضخم لمواقع التواصل الاجتماعي والمهددات الدولية نحن بحاجة إلى تطوير ما لدينا من خبرات وبرامج، بما يتلاءم مع الحراك المحلي والدولي". من جانبه، لم يستبعد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية الدكتور أنور عشقي أن عملية الأمس قد تكون من ضمن مساعي طهران للتشويش على المملكة. وقال ل"الوطن" إن 80% من المتورطين في أعمال إرهابية وتمت مناصحتهم تراجعوا عن ممارسة الفكر الضال، وإن قيام 20% هم من المرتدين لا يمثل الشيء الكبير بالنظر إلى النجاحات التي أنتجها برنامج الأمير محمد بن نايف للمناصحة.