أحكم ثوار سورية سيطرتهم على مدينة سراقب الإستراتيجية بمحافظة إدلب شمال البلاد، بعد أن اضطرت القوات النظامية للانسحاب من حاجز الويس العسكري، الذي يعد آخر حاجز في محيط المدينة التي الآن ومحيطها خارج سيطرة النظام بشكل كامل. ويأتي ذلك بعد سلسلة من الهجمات الدامية من قبل الثوار ضد نقاط التفتيش العسكرية في البلدة وفقا لنشطاء المعارضة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي إن نحو 25 كيلومتر في محيط المدينة "بات خاليا من أي وجود للقوات النظامية". وأشار إلى أن هذه المدينة الواقعة على الطريق بين دمشق وحلب من جهة، وحلب ومدينة اللاذقية الساحلية "باتت الوحيدة في شمال البلاد التي لا وجود نهائيا للقوات النظامية في داخلها أو محيطها". وقال المتحدث الإعلامي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل فهد المصري: إن سراقب ومحيطها باتا خارج سيطرة القوات النظامية "بعد قيام من تبقى من قوات الأسد وشبيحته بالانسحاب من حاجز معمل الويس". وأوضح عبدالرحمن أن المدينة "أصبحت إستراتيجية بغض النظر عن حجمها"، وهي أصغر من مدينة معرة النعمان الإستراتيجية في محافظة إدلب، والتي سيطر عليها الثوار في التاسع من أكتوبر، ما سمح لهم باعاقة إمدادات القوات النظامية. وأشار المرصد إلى أن اشتباكات جرت بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين "هاجموا رتلا لهذه القوات قرب قرية فريكة على طريق أريحا اللاذقية كان في طريقه لفك الحصار عن حواجز في بلدة محمبل". وتستمر الاشتباكات حول معسكر وادي الضيف الأكبر في منطقة معرة النعمان، والذي يحاصره الثوار. إلى ذلك رفض المجلس الوطني السوري المعارض تشكيل أي إطار جديد للمعارضة يكون بديلا عنه، وذلك ردا على موقف أميركي اعتبر أن المجلس لم يعد يمثل كل المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد. وأبدى المجلس في بيان أمس "جديته في الحوار مع كافة أطياف المعارضة بشأن المرحلة الانتقالية، وتشكيل سلطة تعبر عن كامل الطيف الوطني"، مؤكدا أن أي اجتماع في هذا الشأن "لن يكون بديلا عن المجلس أو نقيضا له". واعتبر المجلس قبل يومين من اجتماع موسع يعقده في العاصمة القطرية غدا "أن أي حديث عن تجاوز المجلس الوطني أو تكوين أطر أخرى بديلة، هو محاولة لإيذاء الثورة السورية، وزرع بذور الفرقة والاختلاف، ومؤشر على عدم جدية قوى يفترض أن تكون داعمة للشعب السوري في مواجهة نظام القتل والإجرام، ونأي عن القيام بواجب حماية المدنيين الذين تقصفهم آلة الموت في كل لحظة". وقال المتحدث باسم المجلس الوطني جورج صبرا إن "كل القوى السياسية التي نشأت في الداخل ممثلة في المجلس، وإلا من أعطاه الشرعية؟"، مؤكدا أن "التظاهرات رفعت شعار المجلس الوطني يمثلني"، متسائلا عما إذا كان الأميركيون راغبين ب"إعادة شخصيات كانت في المجلس وخرجت منه".