كانت نزير البالغة (16 عاما) تجلس تحت شجرة في حقول قرية تركية عندما بدأ إطلاق النار وسمعت أزيز الرصاص قرب وجهها فانتابها الرعب. فقد أخذ النزاع السوري يمتد إلى تركيا. وقالت الفتاة من قرية غوفتشي كويو الواقعة في جنوب غرب تركيا "لو حركت رأسي لكنت أصبت برصاصة وكأن شيئا لم يكن لأنهم جنود سوريون وأنا مجرد قروية". وأضافت من غرفة الجلوس في منزل والدتها من حيث يمكنها رؤية الحدود مع سورية مباشرة "شعرنا بخوف شديد. كان معنا العديد من الأطفال وحتى رضع. فهرعنا عائدين حتى إننا تركنا وراءنا أحذيتنا". ويقول سكان القرية إنهم يعيشون في خوف مستمر من الغارات الجوية وحوادث إطلاق النارأو القصف على وقع زيادة مقاتلي المعارضة وتيرة عملياتهم ضد نظام الرئيس بشار الأسد في شمال سورية. وتقول إلهام دويمان والدة نزير إن الأسرة بكاملها تعيش في خوف. وذكرت من أمام منزلها "الأمور سيئة. نفكر ليل نهار بالمعارك ولا نشعر بالأمان هنا. نسمع دوي القصف وهدير الطائرات فلا ننام". وسكان غوفتشي كويو قرويون ولا مدارس فيها وتعمل نزير في الحقول منذ سن ال12. وتعيش القرية من الزراعة ويقول السكان إن هذا النشاط بات مهددا. وتقول إلهام مشيرة إلى جدار في الشارع تحتمي وراءه عندما يبدأ القصف "نركض إلى الحقول ونجمع الفلفل ونعود إلى المنزل". وتضيف "إذا أرسلت بناتي إلى الحقول أعرضهن للخطر ولا يمكنني أن أرسلهن إلى المدينة للعمل فكل ما بوسعنا القيام به هو الصلاة". وتستقبل تركيا 108 آلاف لاجىء سوري ويقول سكان القرية إنهم تحملوا عبئا كبيرا بتأمين ملجأ وقوت لعدد منهم. وأحمد رضا (28 عاما) مخطوب للاجئة سورية لكنه قلق من عدم التمكن من الزواج لأنها لا تستطيع العودة إلى سورية لإتمام الإجراءات القانونية اللازمة. ويشيرإلى الزجاج المتناثر في غرفته نتيجة قصف سوري وقال "فقد ثلاثة من أقاربي الساقين في حين فقد رابع بصره. لقد انفجرت فيهم ألغام سورية قرب الحدود فيما كانوا يعبرونها هربا من النزاع قبل أسبوعين". وأضاف أن 15 من أقربائه السوريين أصيبوا أيضا في مكان آخر. ونقل العديد من السوريين مثل خطيبته من غوفتشي كويو إلى مخيمات لاجئين. ويرى كثيرون أن المستقبل قاتم. وتقول نزير "قد نشهد أمورا أسوأ. قد تندلع حرب مع سورية. لا أدري ولا أريد التفكير في الأمر. من يريد أن يكون شاهدا على فظاعات؟".