امتدت مشكلة ارتفاع الأسعار وجشع الباعة والعاملين في مدن ومحافظات المنطقة الشرقية لتطال الأعمال الخفيفة في"ورش" صيانة السيارات، والتي من أبرزها إصلاح "بنشر" الإطارات، لتصل نسبة الزيادة في الأسعار خلال أيام عيد الأضحى المبارك الحالي إلى الضعف. وسجلت "الوطن"، خلال جولتها أمس على مجموعة من الورش تفاوتا في الأسعار بين 10 ريالات و50 ريالا لإصلاح "بنشر" على اختلاف أنواعها، ورفض خروج العامل من ورشته لاستبدال أو إصلاح "بنشر" بزيادة كمية الهواء في الإطار المعطوب بأقل من 70 ريالا. وحمل عدد من المواطنين غياب الرقابة مسؤولية ارتفاع الأسعار في هذه المواقع خلال أيام العيد، والتي وصفوها بأنها استغلال مناسبة فرحة الناس بالعيد، وإغلاق عدد كبير من الورش خلال أيام الأعياد، الأمر الذي اعتبروه فرصة في التلاعب بالأسعار، مبدين خلال أحاديثهم أمس إلى "الوطن" تخوفهم من استمرار الارتفاع في الأسعار إلى ما بعد موسم العيد في حال عدم تحرك جهات الاختصاص للحد منها وكبح جماحها والسيطرة عليها، وطالبوا بوضع تسعيرة ثابتة أمام بوابة الورشة لضمان عدم التلاعب في الأسعار. وأشار منصور عبدالله إلى أنه تعرض يوم عيد الأضحى المبارك لعطب في إطار مركبته، وتوجه إلى ورشة لصيانته إلا أنه فوجئ بزيادة في السعر (20 ريالا) بالرغم من أن ذات الورشة ونفس العامل، كان قد أصلح لديه إطاراً في وقت سابق بسعر أقل وهو (10 ريالات)، وعندما سأله عن السبب في زيادة الأسعار، ذكر له أن السبب في ذلك موسم العيد، واصفاً ارتفاع أجرة العامل بغير المنضبطة، ولا تخضع لمبرر أو لمنطق سوى مطامع وجشع بعض العمالة الوافدة في تلك المواقع، ومساعيهم إلى الطمع لاستغلال وانتهاز أي فرصة طلب متزايد على خدماتهم. وبدوره، قال محمد الدخلان "مالك ورشة": إن الزيادة في سعر الأجرة منطقية ومقبولة، فجميع العاملين لديهم إجازة عيد طبقاً لأنظمة وقوانين وزارة العمل في السعودية، وحتى يبقي ورشته تعمل على مدار العام، يتطلب صرف بدل "إضافي" لكل عامل، وهو ما يساوي مرتب يوم كامل عن كل 8 ساعات عمل، وبالتأكيد يفترض أن تكون تلك الزيادة يشترك فيها الزبون، مبيناً أن بعض الأيام في الأعياد يدفع للعاملين الأجرة الإضافية ولا يتحصل عليها من الزبائن، لافتاً إلى أن كثيرا من الورش، يفضل أصحابها إغلاقها بدلاً من فتحها خلال أيام الأعياد والإجازات الرسمية المعتمدة في وزارة العمل لتحاشي دفع الأجور الإضافية التي قد لا تفي في حال افتتاح ورشته. وأكد مالك ورشة – طلب عدم نشر اسمه- أن السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار مختلف الخدمات هو نقص العمالة، مبيناً أن الورش بحاجة إلى أعداد كبيرة من العمالة لتشغيلها، مبيناً أن الالتزام بالتسعيرة المعتمدة في أيام الأعياد يكبد مالك الورشة خسارة فادحة، لذلك لابد للزبون أن يراعي ذلك الارتفاع في الأجرة.