انهارت الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ صباح أمس لمناسبة عيد الأضحى في مناطق عدة من سورية بعد ساعات من الهدوء الذي ساد مختلف أنحاء البلاد. واستغل السوريون المناهضون للنظام الهدنة للخروج في تظاهرات عديدة في مناطق مختلفة، طالبت بسقوط النظام، تدخلت القوات النظامية في بعض المناطق لتفريقها، وأطلقت النار في بلدة انخل في محافظة (درعا) جنوب، ما تسبب بإصابة ثلاثة أشخاص بجروح، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأبرز تطورات الأمن السوري أمس، سقوط قتلى وعشرات الجرحى بانفجار سيارة مفخخة في أحد أحياء العاصمة دمشق، وأخرى في درعا على حاجز للجيش النظامي. وأكد قيادي في الجيش السوري الحر، أن القوات النظامية أطلقت النار أيضا على متظاهرين في قطنا في ريف دمشق، وفي حي القابون في جنوبدمشق، معتبرا ذلك "خرقا لإطلاق النار". وقال ردا على سؤال: "إن منع التظاهر وإطلاق النار على المتظاهرين يشكل خرقا"، مضيفا أن المقاتلين المعارضين "أكثر هدوءا من قوات النظام، لأننا نريد إعطاء فرصة لوقف النار". وشكك القيادي في الجيش الحر بنوايا النظام، وقال: "هذا نظام كاذب. كلما خرج الناس سيطلقون النار. لو ترك الناس يتظاهرون أصلا، لكان النظام سقط منذ زمن. ولو أن الناس يثقون بتعهد النظام وقف النار، لكان الشعب السوري خارجا كله للتظاهر". وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون: إن تظاهرات سارت في بلدات في درعا (جنوب) وحي هنانو في مدينة حلب (شمال)، وريف حلب وأحياء الحجر الأسود والقابون وجوبر في دمشق وبلدات وقرى عدة في ريف دمشق وإدلب (شمال غرب) وريف حماة (وسط) ودير الزور (شرق) والرقة (شمال شرق). وفي بلدة الهبيط في محافظة إدلب، حمل متظاهرون علم "الثورة السورية"، وهتفوا مهاجمين الرئيس السوري بشار الأسد "خوان خوان، هالنذل الجبان، دمر أركانك سورية وشعلها بنيران"، حسبما أظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت. ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة في محيط معسكر وادي الضيف في محافظة إدلب (شمال غرب). واعتبر مدير المرصد رامي عبدالرحمن هذه الاشتباكات بمثابة "الخرق الأول لوقف إطلاق النار". وأشار إلى أن بين المقاتلين المعارضين في المنطقة عناصر من جبهة النصرة الإسلامية المتطرفة التي أعلنت الأربعاء الماضي، عدم التزامها بالهدنة. وبعد وقت قصير على تسجيل هذا الخرق، أفاد المرصد السوري في بيان عن "تعرض حي الخالدية المحاصر في مدينة حمص (وسط) لقصف من القوات النظامية أدى إلى سقوط جريحين اثنين وتضرر عدد من المنازل". وكان عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، الذي يقدم نفسه باسم أبو رامي قال في اتصال مع وكالة فرانس برس عبر سكايب: إن "هدوءا ساد مدينة حمص منذ صلاة الصباح"، مشيرا إلى أن "الثوار ملتزمون بالهدنة طالما لم يحصل اعتداء عليهم". وذكر أن تظاهرة خرجت في الحي، وهتف المتظاهرون "صامدون يا وطننا صامدون، رغم الألم والجراح، صامدون". وفي بلدة داعل في محافظة درعا، أظهر شريط فيديو آخر تجمعا في باحة ترابية، مع لافتة كبيرة معلقة كتب عليها "حان وقت القصاص". وبينما المتجمعون يصفقون ويغنون، تصل امرأة متشحة بالسواد وباكية، وتصرخ بألم "خذوني إلى قبر شادي. أين ابني شادي؟". فيعانقها شابان ويحضنانها. ثم يهتف الجميع "مبروك يا شادي، بالجنة تتهنى". وعلى صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي على الإنترنت، كتب أحد الناشطين "الهدنة فرصة حقيقية للمظاهرات الكبيرة وملء الساحات". على الأرض، قتل ثلاثة أشخاص في قصف وقنص في بلدة حرستا في ريف دمشق، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا أيضا إلى سقوط جرحى برصاص القوات النظامية، وإلى عدم حصول "اشتباكات حتى اللحظة في البلدة". من جهة ثانية، ظهر الرئيس السوري بشار الأسد على شاشة التلفزيون السوري الرسمي، وهو يؤدي صلاة العيد. وكان الأسد في مقدمة المصلين. وبعد انتهاء الصلاة، سلم الأسد على عدد كبير من الموجودين في المسجد الذي لم يذكر التلفزيون اسمه مبتسما، مقبلا البعض ومتبادلا الأحاديث القصيرة مع آخرين. شعارات • "حان وقت القصاص". • "رغم الألم والجراح، صامدون". •"الهدنة فرصة حقيقية للمظاهرات الكبيرة وملء الساحات".