على الرغم من خرق هدنة العيد في سورية من قبل القوات الحكومية ومسلحي المعارضة، إلا أن ناشطين وسكان سوريين أكدوا أن حالة عامة من الهدوء النسبي سادت البلاد وأن مستوى العنف كان أقل من الأسابيع الماضية. ووسط حالة من القلق وعدم الثقة في ثبات الهدنة خلال الأيام الماضية، حاولت أسر سورية أن تحتفل رغم كل شيء من اجل أطفالها. وقال مواطن سوري في دمشق لهيئة الإذاعة البريطانية:»نحاول أن نحتفل بشكل عادي من اجل الأطفال بالرغم من أننا في أعماقنا لا نشعر بالعيد»، معبراً عن مشاعر ملايين السوريين في الداخل والخارج، بخاصة وأن الأوضاع الإنسانية تزداد تدهوراً وسط تزايد حالات النزوح الداخلي بسبب تفاقم القتال في ريف دمشق وحلب وريفها وإدلب. ويقول سكان انه بسبب الوضع الإنساني الداخلي ونزوح مئات الآلاف لم يتمكن غالبيتهم من القيام بطقوس العيد من ضمنها أضحية العيد أخذاً في الاعتبار كذلك الارتفاع الكبير في أسعارها. لكن على الجانب الآخر كان الهدوء النسبي سبباً في خروج تظاهرات لأول مرة منذ أسابيع. إذ خرجت تظاهرات عديدة مناهضة للنظام في مناطق مختلفة بعد صلاة عيد الأضحى في جمعة اطلق عليها جمعة «الله اكبر... نصر عبده وأعز جنده»، وذلك بعد وقت قصير على بدء الهدنة. وتدخلت القوات النظامية في بعض المناطق لتفريق المتظاهرين، وأطلقت النار في بلدة انخل في محافظة (درعا) جنوب، ما تسبب بإصابة ثلاثة أشخاص بجروح، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكد رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر العميد مصطفى الشيخ أن القوات النظامية أطلقت النار أيضاً على متظاهرين في قطنا في ريف دمشق وفي حي القابون في جنوبدمشق، معتبراً ذلك «خرقاً لإطلاق النار». وقال رداً على سؤال «إن منع التظاهر وإطلاق النار على المتظاهرين يشكل خرقاً»، مضيفاً أن المقاتلين المعارضين «اكثر هدوءاً من قوات النظام، لأننا نريد إعطاء فرصة لوقف النار». وتمنع السلطات في سورية خروج تظاهرات من دون الحصول على إذن مسبق. وشكك الشيخ في نوايا النظام، وقال «هذا نظام كاذب. كلما خرج الناس سيطلقون النار. لو تركوا الناس يتظاهرون أصلاً، لكان النظام سقط منذ زمن. ولو أن الناس يثقون بتعهد النظام وقف النار، لكان الشعب السوري خرج كله للتظاهر». وقال المرصد السوري وناشطون إن تظاهرات سارت في بلدات في درعا (جنوب) وحي هنانو في مدينة حلب (شمال) وريف حلب وأحياء الحجر الأسود والقابون وجوبر في دمشق وبلدات وقرى عدة في ريف دمشق وإدلب (شمال غرب) وريف حماة (وسط) ودير الزور (شرق) والرقة (شمال شرق). في بلدة الهبيط في محافظة إدلب، حمل متظاهرون علم «الثورة السورية» وهتفوا مهاجمين الرئيس السوري بشار الأسد «خوان خوان... دمر أركانك سورية وشعلها بنيران»، بحسب ما اظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت. في بلدة داعل في محافظة درعا، أظهر شريط فيديو آخر تجمعاً في باحة ترابية، مع لافتة كبيرة معلقة كتب عليها «حان وقت القصاص». وبينما المتجمعون يصفقون ويغنون، تصل امرأة متشحة بالسواد وباكية وتصرخ بألم «خذوني إلى قبر شادي. أين ابني شادي؟». فيعانقها شابان ويحضنانها. ثم يهتف الجميع «مبروك يا شادي، بالجنة تتهنى». على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على موقع «فايسبوك» للتواصل الاجتماعي على الإنترنت، كتب احد الناشطين «الهدنة فرصة حقيقية للتظاهرات الكبيرة وملء الساحات».