يواصل المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية ميت رومني حملته في ولاية أوهايو الحاسمة، فيما بدأ الرئيس باراك أوباما المدرك لخطورة الوضع قبل 25 يوما من الانتخابات الرئاسية، الاستعداد لمناظرته الثانية. وغادر أوباما أمس إلى وليامسبرج بفرجينيا لقضاء ثلاثة أيام يستعد فيها للمناظرة التلفزيونية مع رومني التي ستجرى الثلاثاء المقبل في همبستيد قرب نيويورك، والتي ستأخذ شكل أسئلة وأجوبة مع الجمهور. ولا تزال معنويات فريق أوباما جيدة رغم أن نتائج استطلاعات الرأي تثير القلق. فمن أصل تسعة استطلاعات رأي أجريت على الصعيد الوطني ونشرت منذ المناظرة، أظهرت ثمان أن رومني يتقدم على الرئيس بنقطة أو أنهما متعادلان، إحصائيا ضمن هامش الخطأ. ومعدل استطلاعات الرأي التي أجراها معهد ريل كلير بوليتيكس أعطى الجمعة تقدما طفيفا لرومني بحصوله على 47.3% من الأصوات مقابل 46.3% للرئيس المنتهية ولايته. لكن طريقة الاقتراع غير المباشر في الانتخابات الرئاسية تجعل من استطلاعات الرأي هذه مجرد مقياس للرأي العام بدلا من وسيلة تعكس نتيجة الانتخابات إذا أجريت اليوم. فالرئيس الأميركي ينتخب بالواقع من قبل كبار الناخبين الذين تعينهم كل ولاية. وهناك أربعون من أصل خمسين ولاية محسومة لمعسكر أو لآخر، لكن هناك عشر ولايات فقط منقسمة بين الجمهوريين والديموقراطيين، وفيها يركز أوباما ورومني جهودهما لتجاوز عتبة ال50% من الأصوات، وبالتالي تأمين الحصول على أصوات كبار الناخبين. وسيتوجه أوباما إلى أوهايو الأربعاء المقبل. وأوهايو الممثلة ب 18 من كبار الناخبين من أصل ال270 اللازمين لكي ينتخب الرئيس، هي إحدى الولايات الأكثر أهمية وقد فاز فيها أوباما في 2008. أما رومني فموجود منذ الثلاثاء في أوهايو، وشارك في ثلاثة تجمعات عامة في شمال ثم وسط الولاية وكذلك في تجمع رابع جنوبا في لانكستر، فيما يحضر لقاء خامسا السبت في بورتسموث. ويعمد رومني في خطاباته إلى رواية قصص مؤثرة عن ماضيه لكسر صورة الرأسمالي المليونير القاسي التي لازمته. ويروي المرشح الجمهوري وأوساطه منذ أسابيع قصصا تعود إلى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي في محاولة واضحة لإضفاء صورة إنسانية على رجل الأعمال السابق لكسب أصوات ناخبي الوسط. وتسارعت عملية "إعطاء جانب إنساني" لشخصية رومني بعد مؤتمر الجمهوريين في نهاية أغسطس الماضي بفضل الكشف عن بعض خصوصيات المرشح وزوجته. ويقدم رومني ملايين الدولارات سنويا لجمعيات خيرية كما أن أبناءه يوجهون رسائل عبر البريد الإلكتروني تحمل عنوان "تعرفوا إلى والدي". من جهة أخرى، تعرض مكتب تابع لحملة الرئيس أوباما الانتخابية في ولاية كولورادو (غرب) لإطلاق نار أول من أمس ما أدى لتحطم زجاج في الواجهة دون التسبب بأي إصابات، على ما أعلنت الشرطة. وكان فريق الحملة موجودا داخل المكتب لحظة وقوع الحادثة خلال فترة بعد الظهر. وقالت المتحدثة باسم شرطة دنفر راكيل لوبيز "يبدو أنه إطلاق نار على المبنى"، مشيرة إلى أن الشرطة تبحث حاليا عن سيارة قد تكون على صلة بالحادثة.